responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحابة بين العدالة و العصمة نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 473

قريش وسياسة الاختراق‌

عندما بدأ نجم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في البزوغ في أوائل البعثة، وبدأت قريش في المواجهة والصدام مع الدعوة الجديدة، احتملت قريش بل تشاءمت عبر الكهنة أن تكون هي الخاسرة، وأنّه سيكون للنبيّ الهاشميّ قدرة استيلاء على قبائل العرب والبلدان، وتدين لقدرته الأقوام، فبدأت تخطّط للتغلغل والنفوذ في القدرة الجديدة؛ كما تستولي على مقدّرات الأُمور ولا تفقد سيطرتها السابقة.

فاتّخذت أُسلوب حرب جديدة خفيّة اختراقيّة تسلّليّة عبر صفوف المسلمين، موازية للحرب العلنيّة، وقد أنبأ تعالى نبيّه بأنّ قريشاً حقّ القول عليها أنّ أكثرهم لن يؤمن بقلبه؛ قال تعالى: إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ .... لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى‌ أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ‌ [1]، أي: بقلوبهم وإن أقرّوا بلسانهم.

في حين أنّه تعالى كشف عن وجود مخطّطهم الجديد في رابع سورة نزلت على الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهي سورة المدثّر- كما تقدّمت الإشارة إلى ذلك في أوائل حلقات هذا البحث- وهو قوله تعالى: و ما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً وَ ما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَ يَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً وَ لا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ لِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَ الْكافِرُونَ ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ [2].

فذكر تعالى أنّ هناك في أوائل البعثة أربعة أصناف وطوائف: الّذين آمنوا، والّذين أُوتوا الكتاب، والّذين في قلوبهم مرض، والكافرون.

وجعل الّذين في قلوبهم مرض في مصاف الكافرين، وتعبير القرآن بأنّ في قلوبهم مرض أي يبطنون المرض ولا يظهرونه، ومن ثمّ لم يندرجوا بحسب الظاهر


[1] سورة يس 1: 36- 7.

[2] سورة المهدثر 31: 74.

نام کتاب : الصحابة بين العدالة و العصمة نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 473
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست