السيرة على عهد رسول الله صلّى اللّه عليه و آله

بالرغم من كون تشريع الأحكام و إبلاغها من اللّه تعالى و رسوله الكريم تدريجيا بل إن بعض تفاصيل الأحكام تأخر إبلاغها إلى عهد أئمة أهل البيت عليهم السّلام بعهد معهود من رسول اللّه إذ كمال الدين بنصب رسول اللّه لعلي عليه السّلام و المطهرين من ولده أئمة، إلّا أنه يطرح السؤال عن أن تشريع الشهادة الثالثة في الأذان هل وقع في عهد رسول اللّه أم أنه تم بيانه و إبلاغه على يدي أئمة أهل البيت الذي يمسّون الكتاب المكنون و اللوح المحفوظ الذين عهد إليهم النبي العلم الإلهي من بعده فإن الذي يسترعي الانتباه هو ظاهره حذف السلطة بعد رسول اللّه على عهد الثاني لفصل (حي على خير العمل) فان ظاهره التصرف في الأذان بالنقيصة أو زيادة الصلاة خير من النوم تثير التساؤل بأن الأذان الذي كان على عهد رسول اللّه قد نقص منه أمور و زيد فيه أمور أخرى و هذا التطاول يزيد في احتمال مطروح بدوا في كون الشهادة الثالثة قد حصل التأذين بها في عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لا سيّما مع الإعلان عنها في واقعة الغدير و قبلها من الوقائع و نزول آية إكمال الدين [1] و أنه يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ ... [2] و هذا ما يظهر بوضوح من مصحح ابن أبي

[1] آية 3، المائدة.

[2] المائدة، آية 67.