responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 392

المحرومين، وكان بإمكان سيد الشهداء عليه السلام أن يقنع بمصالحة الشخصية، والخطر يتمثّل في انحراف الأُمّة عن روّاد إصلاحها، كما أشار سيد الشهداء عليه السلام في قوله:

«تبّاً لكم أيّتها الجماعة وترحاً وبؤساً لكم وتعساً! حين استصرختمونا ولهين فأصرخناكم موجفين، فشحذتم علينا سيفاً كان في أيدينا، على‌ عدوّكم وعدوّنا فأصبحتم إلباً على أوليائكم، ويداً لأعدائكم من غير عدل أفشوه فيكم، ولا أمل أصبح لكم فيهم، ولا ذنب كان منّا إليكم فهلّا لكم، الويلات إن كرهتمونا والسيف مشيّم، والجأش طامن والرأي لم يستحصف» [1].

وهنا تبرز المشكلة عندما يستغفل المجتمع عن روّاد إصلاحه، وهذا المحور هوالذي قلت أنّني لم أجده في الأدبيات الحقوقية، رغم ما يرفعون من شعارات، وهذه القضية تمثّل ابتلاء في المدارس الحقوقية والقانونية والاجتماعية والإنسانية، وأمير المؤمنين عليه السلام يقول: إنّ هناك معادلة دائماً في حالة تجاذب، ودائماً في حالة اصطدام، وهى مصلحة العامة المحرومة ومصلحة الخاصّة، لا سيّما الإقطاع، ويقول الإمام علي عليه السلام: «وليس أحد من الرعية أثقل على الوالي مؤونةً في الرخاء، وأقلّ معونةً له في البلاء، وأكره للإنصاف، وأسأل بالإلحاف، وأقلّ شكراً عند الإعطاء، وأبطأ عذراً عند المنع، وأضعف صبراً عند ملمّات الدهر من أهل الخاصّة. وإنّما عماد الدين، وجماع المسلمين، والعدّة للأعداء، العامّة من الأُمّة فليكن صغوك لهم، وميلك معهم» [2]، والطبقة المحرومة هي أكثر ولاء لوطنها، وهي التي تثبت في الشدّات معه، وهذه الطبقة العامّة من المجتمع يركّز عليها أمير المؤمنين عليه السلام، ويأمر حاكم المسلمين أن يصغي إليها، بدلًا من‌


[1] الاحتجاج 2: 97، احتجاجه عليه السلام على أهل الكوفة.

[2] نهج البلاغة، رسائل أمير المؤمنين، رقم 53.

نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 392
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست