نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 23
فالقرآن الكريم مهيمن على ما سبقه من كتب؛ لأنّ فيه من المعارف
الجمّة مالم يتعرّف عليه من خلال الشرائع السابقة. نعم، الدين في حالة تبلور
وتجلّي أكثر من قبل السماء إلى البشرية، هذا صحيح ومقبول، أمّا أن نقول بوجود
النسخ في الدين فهذا مستحيل؛ لأنّه متعلّق بالعقائد كما مرّ، ولا يقع النسخ إلّافي
الشرائع، وذلك حسب الظروف والبيئات.
آيات قرآنية تدلّ على أنَّ الدين واحد
قال تعالى: «شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى
بِهِ نُوحاً وَ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَ ما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَ
مُوسى وَ عِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَ لا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ»[1].
وقال تعالى: «قُلْ إِنَّنِي هَدانِي
رَبِّي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَ
ما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ»[2].
وقال تعالى على لسان إبراهيم ويعقوب: «وَ
وَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَ يَعْقُوبُ يا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى
لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ»[3].
وقوله تعالى على لسان السحرة بعد أن تابوا وواجهوا فرعون:
«رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَ تَوَفَّنا مُسْلِمِينَ»[4].
وقوله تعالى على لسان يوسف عليه السلام:
«تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَ أَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ»[5].
وقوله تعالى: «قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ
وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَ ما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ وَ
إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ وَ الْأَسْباطِ وَ ما أُوتِيَ مُوسى وَ عِيسى وَ ما
أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ