responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تذكرة الاَعيان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 104

لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللّه وَاليَوم الآخر وذَكَرَ اللّهَ كَثيراً)[1]، وقال سبحانه: (وَما آتاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهوا) [2].

وقال الرسول الاَعظم _ صلى الله عليه وآله وسلم_:ألا إنّي أُوتيت الكتاب ومثله معه، ألا إنّي أُوتيت القرآن ومثله معه، ألا يوشك رجل ينثني شبعاناً على أريكته، يقول عليكم بالقرآن فما وجدتم من حلال فاحلّوه وماوجدتم من حرام فحرّموه...».[3]

وفي ظل هذين المصدرين المباركين استغنت الاَُمّة عن كلّتقنين بشري وتشريع غير إلهي إلى يوم القيامة فقد كان لهم في هدى الكتاب والسنّة غنى وكفاية. كيف لا وقد أطلق سبحانه حكم الجاهلية على كلّ تشريع غير إلهي، وقال: (أَفَحُكْم الجاِهِليّة يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِقَومٍ يُوقِنُون) .[4]

فإذا كان هذه منزلة السنة النبوية، كان من الواجب على الاَُمّة القيام بضبط كلّ دقيق وجليل أُثر عنه _ صلى الله عليه وآله وسلم_، ولكن ـ يا للاَسف ـ تقاعست الاَُمّة الاِسلامية عن تدوين السنّة وجمعها وضبطها في حياة صاحبها وبعد رحيله، وتوانت عن القيام بهذا الواجب إلى منتصف القرن الثاني بعد ضياع قسم كبير من السنّة وتسرّب الاِسرائيليات والاَحاديث الموضوعة إلى أوساط المسلمين عامة والمحدثين خاصة، وبعد ان ألمّ بهم الندم قاموا بواجبهم ولما ينفعهم الندم.

روى السيوطي، قال: أراد عمر بن الخطاب أن يكتب السنن واستشار فيها أصحاب رسول اللّه فأشار إليه عامّتهم بذلك فلبث عمر بن الخطاب شهراً يستخير اللّه تعالى في ذلك شاكاً فيه، ثمّ أصبح يوماً وقد عزم اللّه تعالى له، فقال:


[1]الاَحزاب: 21.
[2]الحشر: 7.
[3]مسند أحمد:4|131.
[4]المائدة: 50.
نام کتاب : تذكرة الاَعيان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست