تدويناً وتطويراً [1] الكتاب والسنّة هما المصدران الرئيسيّان للتشريع الاِسلامي لدى المسلمين، فالكتاب نور وهداية للاَُمّة في شتى حقول الحياة، قال سبحانه: (ونزّلنا عَلَيْكَ الذِّكْر تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ)[2]فلو شكّكنا في عمومية الشيء في الآية الشريفة وسعته لكل ما يصدق عليه، فلا يُشك في أنّالتشريع أعني وظيفة الاِنسان امام اللّه وامام أخيه المسلم من أوضح مصاديقه، فهو مبيّن لكلّ ما يحتاج إليه الاِنسان فيما يرجع إلى المبدأ والمعاد، وإلى ما يحتاج إليه في حياته الفرديّة والاجتماعيّة من السنن والقوانين.
فإذا كانت هذه مكانة الكتاب، فما هي مكانة السنّة في ذلك الحقل؟
إنّ السنّة أوّلاً مبيِّنة لاِجمال الكتاب وإبهامه، وموضحة لتنزيله وتفسيره. قال سبحانه: (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكر لِتُبَيِّنَ لِلنّاسِ ما نزّل إليهمْ وَلَعلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) .[3]
وثانياً: انّ الرسول هو الاَُسوة والقدوة، فهو بقوله وفعله يبيّن عزائمالشرع ورخصه، فرائضه ونوافله. قال سبحانه:(لَقَدْ كانَ لَكُمْ في رَسُولِ اللّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)
[1]طبعت هذه المقالة كمقدمة لكتاب جواهر الفقه لابن البراج. [2]النحل: 98. [3]النحل: 44.