responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الفقه الإسلامي وأدواره نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 187

الذي تنشره السلفية، لرأى بوناً شاسعاً بين الكتابين، فالثاني يركز على النقل، وفيه من الاِسرائيليات والمسيحيات والمجوسيات مالا يحصى بخلاف الاَوّل، فإنّه يركز على القرآن والسنّة القطعية والفكر والتفكير ويدعم العقيدة بالبرهان.

الاجتهاد الصحيح عند الشيعة هو استنطاق الكتاب والسنّة، وليس الاجتهاد شريعة لكل وارد، وإنّما يطّلع عليه من نهل من معين علم الاَئمّة (عليهم السلام) ، وها نحن نذكر نماذج لكيفية تعليمهم ردّ الفروع إلى الاَُصول، وقد كان هتافهم على روَوس أصحابهم: إنّما علينا إلقاء الاَُصول وعليكم التفريع. [1]

كان الاَئمّة ينهضون همم أصحابهم في إعمال التدبّر والفكر في فهم السنّة، وهذا هو الاِمام الصادق - عليه السّلام - يقول: «أنتم أفقه الناس إذا عرفتم معاني كلامنا، انّ الكلمة لتصرف على وجوه، فلو شاء إنسان لصرف كلامه كيف شاء ولا يكذب». [2]

ولاَجل إيقاظ روح التفكير في صفوف أصحابهم كانوا يرشدونهم بالقول: «إنّ في أخبارنا محكماً كمحكم القرآن، ومتشابهاً كمتشابه القرآن، فردّوا متشابهها إلى محكمها، ولا تتّبعوا متشابهها دون محكمها فتضلّوا». [3]

وقد أنهضت هذه الكلمات روح الاجتهاد، وأوجدت نشاط الاستنباط، فبلغت رتبة بعض أصحابهم درجة عالية صالحة للاِفتاء، فهذا أبو جعفر الباقر (عليه السلام) يقول لاَبان بن تغلب:«اجلس في المسجد وافتِ الناس، فإنّي أُحب أن يرى في شيعتي مثلك». [4]


[1] الوسائل: ج18، الباب 6 من أبواب صفات القاضي، الحديث 52.
[2] الوسائل: ج18، الباب 9 من أبواب صفات القاضي، الحديث 6.
[3] الوسائل: ج18، الباب 9 من أبواب صفات القاضي، الحديث 22.
[4] النجاشي: 1|73، في ترجمة أبان بن تغلب.

نام کتاب : تاريخ الفقه الإسلامي وأدواره نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 187
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست