ولما أراد عليّ - عليه السّلام- المسير إلى البصرة، دخل على أُمّ سلمة زوج النبي - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - يودعها فقالت: سر في حفظ اللّه وفي كنفه فواللّه إنّك لعلى الحق والحق معك ولولا أنّي أكره أن أعصي اللّه ورسوله فإنّه أمرنا - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - أن نقرّ في بيوتنا لسرت معك، ولكن واللّه لاَرسلنّ معك من هو أفضل عندي وأعزّ عليَّ من نفسي: ابني عمر [1]
وكانت أُمّ سلمة آخر من مات من أُمهات الموَمنين، وكانت قد وجمت لمقتل الاِمام الحسين - عليه السّلام- وغُشي عليها، وحزنت عليه حزناً كثيراً. لم تلبث بعده إلاّ يسيراً، وانتقلت إلى رحمة اللّه تعالى، وذلك في سنة إحدى وستين.
رُوي أنّ النبي - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - أعطى أُمّ سلمة تراباً من تربة الحسين حمله إليه جبرائيل فقال النبي - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - لاَُمّ سلمة: إذا صار هذا التراب دماً فقد قتل الحسين، فحفظت أُمّ سلمة ذلك التراب في قارورة عندها، فلما قُتل الحسين صار التراب دماً، فأعلمت الناس بقتله [2]
وعن شهر بن حوشب قال: أتيت أُمّ سلمة أُعزيها بقتل الحسين بن عليّ، ثم روى عنها حديثاً بشأن قتل الحسين - عليه السّلام- .
الحمد للّه رب العالمين
[1] عمر بن أبي سلمة: من الصحابة، ولد بالحبشة في سنة 2 هـ، وربّاه النبي ص ، وشهد مع علي (عليه السّلام) الجمل، وولي له البحرين، ثم استقدمه وشهد معه صفين، وتوفّي بالمدينة في سنة 83 هـ . [2] الكامل في التاريخ: لابن الاَثير: 4|93 حوادث سنة (61 هـ) .