وكان يلقى معاوية بقوارع الكلم، قال له يوماً معاوية: ما بالكم تصابون بأبصاركم يا بني هاشم؟ فقال له: كما تصابون في بصائركم يا بني أُمية. وعمي هو وأبوه وجده.
وكان يمسك بركاب الحسن والحسين «عليهما السلام» إذا ركبا.
ولما أبى الحسين - عليه السّلام- أن يبايع ليزيد، وأراد أن يسير من مكة إلى العراق، قال له ابن عباس:
أقم بهذا البلد فانّك سيد أهل الحجاز، فإنْ أبيتَ فسر إلى اليمن ... فقال له الحسين - عليه السّلام- :
يا ابن عم إنّي واللّه لاَعلم أنّك ناصح مشفق ولكنّني قد أزمعت وأجمعت على المسير [1].
ولما خرج الحسين - عليه السّلام- إلى الكوفة اجتمع ابن عباس وعبد اللّه بن الزبير بمكة، فضرب ابن عباس جنب ابن الزبير وتمثّل:
يا لكِ من قُبَّـرة بمَعْمَـرِ * خلا لكِ الجو فبيضي واصفري
ونقّري ما شئت أن تُنقّري
خلا لك واللّه يا ابن الزبير الحجاز، فقال ابن الزبير: واللّه ما ترون إلاّ أنّكم أحقُّ بهذا الاَمر من سائر الناس، فقال له ابن عباس: إنّما يرى من كان في شك، فأمّا نحن من ذلك فعلى يقين [2]
ومن كلام ابن عباس:
[1] تاريخ الطبري: 4|288 حوادث سنة (60 هـ) . [2] مختصر تاريخ دمشق لابن منظور: 12|325 ترجمة عبد اللّه بن عباس.