6- و يقول سبحانه: (أَ فَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ* ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ). ( [2])
7- و يقول سبحانه: (هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ). ( [3])
فالتدبر في هذه الآيات لا يدع مجالًا لتشكيك المشكّكين في كون التحسين و التقبيح من الأُمور العقلية التي يدركها الإنسان بالحجة الباطنية من دون حاجة إلى حجة ظاهرية.
و لنكتف بهذا المقدار- قال الشيخ الأعظم-: إنّ إكثار الكلام فيها ربما يعدّ من العبث، حيث إنّه لا يفيد غير ما هو المعلوم لنا منها بسلامة الوجدان مع أنّ لنا فيه غنى عن تجشّم البرهان. ( [4])
و اعلم أنّ البحث عن الحسن و القبح يعدّ من المبادئ الأحكامية التي يبحث فيها عن أحوال الأحكام الشرعية، مثل البحث عن جواز اجتماع الأمر و النهي في شيء بعنوانين، فانّه- عند البعض- من المبادئ الأحكامية. و أمّا البحث عن المسألة الثانية أي وجود الملازمة بين حكم العقل بالحسن، أو القبح و الحكم الشرعي فهو من المسائل الأُصولية و إليك الكلام فيها: