فهذه الآيات تعرب بوضوح عن أنّ هناك أُموراً توصف بالإحسان و الفحشاء و المنكر و البغي و المعروف قبل تعلّق الأمر أو النهي بها، و أنّ الإنسان يجد اتصاف الأفعال بأحدها ناشئاً من صميم ذاته، كما يعرف سائر الموضوعات كالماء و التراب. و ليس عرفان الإنسان بها موقوفاً على تعلّق الشرع و إنّما دور الشرع هو تأكيد إدراك العقل بالأمر بالحسن و النهي عن القبيح.
أضف إلى ذلك أنّه سبحانه يتّخذ وجدان الإنسان سنداً لقضائه فيما تستقل به عقليته: