نام کتاب : مصادر الفقه الاِسلامي ومنابعه نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 64
فعند ذلك صحّ أن ينتقل إلى الكلام عن أهل البيت الذين أذهب اللّه عنهم
الرجس وطهّرهم تطهيراً، وذلك لوجهين: [1] تعريفهنّ بجماعة بلغوا القمة في الورّع والتقى، وفي النزاهة عن الرذائل
والمساوى، وبذلك استحقوا أن يكونوا أُسوة في الحياة وقدوة في العمل، فيلزم
عليهنَّ أن يقتدينَّ بهم، ويستضئنَّ بنورهم. [2] يعد النبي - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - محوراً لطائفتين مجتمعتين حوله - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - .
الاَُولى: أزواجه ونساوَه.
الثانية: ابنته وبعلها وبنوها.
فالنبي - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - هو الرابط الذي تنتهي إليه هاتان الطائفتان، فإذا نظرنا إلى
كلّطائفة مجرّدة عن الاَُخرى، فسوف ينقطع السياق.
ولكن لمّا كان المحور هو النبي - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - ،واللّه سبحانه يتحدّث عمّن له
صلة بالنبي - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - ، فعند ذلك تتراءى الطائفتان كمجموعة واحدة، فيعطي لكلّ
منها حكمها، فيتحدّث عن نساء النبيّ - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - بقوله: "يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ
لاََزواجِكَ" ، "يا نِساءَ النَّبِيُّ مَنْ يَأْتِ" ، "يا نساءَالنبيّ لَسْتُنَّ" الخ.
كما أنّه تعالى يتحدّث عن الطائفة الاَُخرى وهم أهل البيت بقوله: "إِنّما
يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُم الرجسَ".
فالباعث للجمع بين الطائفتين في ثنايا آية واحدة، إنّما هو انتساب الجميع
إلى النبي - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - وحضورهما حوله، وليس هناك أيّ مخالفة للسياق.
نام کتاب : مصادر الفقه الاِسلامي ومنابعه نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 64