نام کتاب : الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 2 صفحه : 64
السنة المحمدية :
إنّ رابطة الأُسرة التي وثّقها الله برباط الزوجية وهَتْ وكادت أن تنفصم عروتها ،
بلى قد انفصمت في كثير من الطبقات وكان منشأ ذلك ، ما استنّه الناس في الزواج من
سنن سيئة وما شدّد الفقهاء قديماً وحديثاً في الطلاق حتّى جعلوه أشبه بالعبث
واللعب [١] أو بالآصار والأغلال ، وكم لمست فيما عرض لي في حياتي
الوعظية ، شقاء كثير من الأزواج الذين أوقعهم سوء حظهم في مشكل من مشاكل الطلاق
فيطلبون حلها عند أحد أُولئك الجامدين فلا يزيدها إلاّ تعقيداً. [٢]
وليس الفقّي هو
المشتكي الوحيد من إغلاق باب الاجتهاد ، والتعبّد بحرفية المذاهب الأربعة ، بل هو
أحد مَن ضم صوته إلى صوت أحمد محمد شاكر عضو المحكمة العليا الشرعية حيث لمس خطورة
الموقف ، التي سبّبت إحلال القوانين الوضعية مكان الأحكام الإسلامية.
قال : كان والدي :
الشيخ محمد شاكر كاتب الفتوى لدى شيخه الشيخ محمد العباس المهدي مفتي الديار
المصرية ـ رحمهالله ـ فجاءت امرأة شابة ، حُكم على زوجها بالسجن مدّة طويلة ،
وهي تخشى الفتنة وتريد عرض أمرها على المفتي يرى لها رأياً في الطلاق من زوجها
لتتزوج من غيره ، وليس في مذهب الإمام أبي حنيفة حلٌّ لمثل هذه المعضلة إلاّ الصبر
والانتظار فصرفها الوالد معتذراً آسفاً متألِّماً.
ثمّ عرض الأمر على
شيخه المفتي ، واقترح عليه اقتباس بعض الأحكام من
[١] يقف على صدق هذا
، من طالع مبحث الحلف بالطلاق في الكتب الفقهية التي تعبر عنه بالطلاق غير المعتبر
، حيث أصبح الطلاق أُلعوبة بيد الزوج.