نام کتاب : الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 2 صفحه : 488
الآن حصحص الحقّ
لقد أثبتت البحوث
السابقة حول ما أُقيم من الأدلّة على حجّية القياس انّه ليس هناك دليل صالح قاطع
للنزاع ، مفيد للعلم بأنّ الشارع جعل القياس حجّة فيما لا نصّ فيه ، وهناك نكتة
جديرة بالتأمّل فيها ، وهي انّه إذا كان للقياس في الشريعة المقدسة هذه المنزلة في
التشريع الإسلامي فلما ذا لم يقع في إطار البيان الصريح من النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ، كما وقع قول الثقة أو حجّية البيّنة في إطاره؟
وقد عرفت أنّ ما
استدلّوا من كلام الشارع في ذلك المجال كلّها انتزاعات شخصية فرضت عليه ، وانّ
عقيدة المستدل جرّته إلى أن يبحث عن الدليل حول عقيدته فلذلك جمع أشياء من هنا
وهناك ليثبت بها مدّعاه ، والجميع بريء ممّا يرتئيه.
بقي هنا كلام وهو
دراسة كلمات أئمّة أهل البيت في القياس ، فانّهم أحد الثقلين وكسفينة نوح ، حتّى
نقف على موقفهم من القياس في الشريعة الإسلامية.
القياس في كلمات
أئمّة أهل البيت ـ عليهمالسلام :
١. عن جعفر بن
محمد ـ عليهماالسلام ـ عن أبيه ـ عليهالسلام ـ أنّ علياً ـ عليهالسلام ـ قال : «من نصب نفسه للقياس لم يزل دهره في التباس ، ومن
دان الله بالرأي لم يزل دهره في ارتماس».
٢. كتب الإمام
الصادق ـ عليهالسلام ـ في رسالة إلى أصحابه أمرهم بالنظر فيها وتعاهدها والعمل
بها ، وقد جاء فيها : «لم يكن لأحد بعد محمّد ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ أن يأخذ بهواه ولا رأيه ولا مقاييسه ، ثمّ قال : واتبعوا
آثار رسول الله وسنّته فخذوا بها ولا تتبعوا أهواءكم ورأيكم فتضلّوا».
نام کتاب : الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 2 صفحه : 488