نام کتاب : الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 2 صفحه : 109
لمن يريد في
زماننا هذا أن يتلاعب بالأحكام الشرعية بهذه المصالح المزعومة ، وإليك نصّ كلامه :
هذه المسألة ممّا
تغيّرت الفتوى بها بحسب الأزمنة وأمّا في هذه الأزمان التي قد شكت الفروج فيها إلى
ربّها من مفسدة التحليل ، وقبح ما يرتكبه المحلّلون ممّا هو رمد بل عمى في عين
الدين ، وشجىً في حلوق المؤمنين ، من قبائح تشمّت أعداء الدين بها ، وتمنع كثيراً
ممّن يريد الدخول فيه بسببه ، بحيث لا يحيط بتفاصيلها خطاب ، ولا يحصرها كتاب ،
يراها المؤمنون كلّهم من أقبح القبائح ويعدّونها من أعظم الفضائح ، قد قلبت من
الدين رسمه ، وغيّرت منه اسمه ، وضمخ التيس المستعار فيها المطلّقةَ بنجاسة
التحليل ، وقد زعم أنّه قد طيّبها للحليل ، فيا لله العجب! أيّ طيب أعارها هذا
التيس الملعون؟! وأيّ مصلحة حصلت لها ولمطلِّقها بهذا الفعل الدون؟!
أترى وقوف الزوج
المطلِّق أو الولي على الباب ، والتيس الملعون قد حلّ أزرارها وكشف النقاب ، وأخذ
في ذلك المرتع ، والزوج أو الولي يناديه : لم يُقدَّم إليك هذا الطعام لتشبع ، فقد
علمت أنت والزوجة ونحن والشهود والحاضرون والملائكة الكاتبون ، وربّ العالمين ،
أنّك لست معدوداً من الأزواج ، ولا للمرأة أو أوليائها بك رضاً ولا فرح ولا ابتهاج
، وإنّما أنت بمنزلة التيس المستعار للضراب ، الذي لو لا هذه البلوى لما رضينا
وقوفك على الباب ، فالناس يُظهرون النكاح ويُعلنونه فرحاً وسروراً ، ونحن نتواصى
بكتمان هذا الداء العضال ، ونجعله أمراً مستوراً بلا نثار ولا دف ، ولا خوان ولا
اعلان ، بل التواصي بهس ومس والاخفاء والكتمان ، فالمرأة تنكح لدينها وحسبها
ومالها وجمالها.
والتيس المستعار
لا يسأل عن شيء من ذلك ، فانّه لا يُمسك بعصمتها ، بل
نام کتاب : الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 2 صفحه : 109