responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أُصول الفلسفة نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 95

بل غرض المعترفين بالحقائق الخارجية هو أنّ وراء ذاتنا وتفكيرنا واقعيّات وحقائق وربّما يصل الإنسان إليها بقواه العلمية، ترشدنا إليه نفس أفعالنا في الضروريات اليومية، التي تصدر منّا على نظام واحد فانّ أبناء البشر، يأكلون إذا جاعوا ويشربون إذا ضمأوا، ويفرّون من المكاره إذا شاهدوها ـ بلا استثناء ـ ولو كان كلّ ذلك من مواليد أوهامهم فما معنى هذا النظام، ولماذا لا يصدر عنهم الأكل عند الضمأ ولا الفرار عند الجوع.

ولو كان أساس تلك الأفعال، هو الوهم والخيال فهل نستطيع توهّم كل الصور في عامّة الأحوال وكل الظروف، فما الوجه في قيامه إلى عمل دون عمل، ولماذا لا يقصد عند جوعه إلاّ الأكل، لا الشرب؟ ولو كان كل ذلك توهّماً، فليتوهّم في حين من الأحيان خلاف ذلك.

كل ذلك يرشدنا إلى التفريق بين التفكير الذي لا يخرج عن طور الوهم والتفكير الذي وراؤه واقعية.

فالنظام السائر بين أفعالنا، يرشدنا إلى أنّ هنا مبدأً حقيقياً لأفعالنا وانّ لجوعنا وأكلنا وخوفنا وفرارنا حقيقة وراء خيالنا البحت، وما يرومه السوفسطائي من إثبات الخطأ في بعض الإدراكات لا ينافي ما يرومه المؤمن


= على وجه القطع لما صحّ لنا تسمية بعض منها خطأ وغلطاً، فإنّ الغلط لا يستنتج من الغلط، ولا يجوز الحكم ببطلان أمر إذا قيس بباطل آخر.
ثمّ إنّا نسأل القوم ومن آثرهم من الغربيّين فانّهم مع ما يرون الكون كلّه خيالاً في خيال، لا يختلفون عمّن سواهم قدر شعرة، لا في الآداب ولا في الأعراف فلا ترى واحداً منهم يغض بصره في قطع الطريق أو يكون البئر والطريق في نظره سيّان بأن يتلقّاهما من الأُمور الوهمية ويحسبهما كليهما من الخيال، بل تراهم يستدلون بالبراهين العقلية والعلوم الدارجة، بل نفس هذه الشبهات قد جاءت بصورة الاستدلال، فلو كانت البرهنة العقلية عاطلة لكانت الشبهات أولى بالبطلان.

نام کتاب : أُصول الفلسفة نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست