responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أُصول الفلسفة نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 94

الحواس من الطرق العلمية البرهانية لا تقصر عنها في الخبط والخلط، ألا ترى أنّ عشّاق البراهين الفلسفية مع ما تجهّزوا بالفنون الصائنة عن الخطأ ـعلى زعمهم ـ قد أحاطت بهم الأوهام وحاقت بهم الأغلاط في العلوم والمسائل الفلسفية وما زال الجدال قائماً على ساقيه، فالمتأخّر منهم يناقش برهنة المتقدّم منهم ويؤاخذه ويورد عليه، ولو تدبّر الإنسان الحر في هذا الوضع السائد، لوقف على أنّ ما يسمّيه القوم علوماً وأدلّة، خيالات وتسويلات وأنّ الإنسان بعد شهود هذا الخلاف لا يطمئن على ما ربّما يقف عليه من الطرق العلمية ولا تثق نفسه بأنّ ما أدركه عين الحقيقة أو قريب منها.

الإجابة على الشبهة:

ما ذكره بصورة البرهان لا يدعم ما رامه، إذ لم يدّع إنسان انّه خلق مصوناً من الخطأ والسهو والنسيان وانّ الأذهان لا تحيد عن الحقيقة [1] بل كل ذي لب يعترف بأنّ له أخطاء جمّة يرتكبها وهو غافل عنها، بل ربّما يقضي حياته على غفلات واشتباهات.


[1]وقوع الخطأ في بعض الموارد والاهتداء إليه أحياناً لا يسوّغ رفع اليد عن العلوم الفطرية والحقائق المسلّمة وضرب الكلّ على الجدار، ونفي العلم بالحقائق على وجه الإطلاق.
بل نفس الاهتداء إلى هذه الأخطاء أوضح دليل على أنّ هنا حقائق مسلّمة لا يشوبها رين الشك وقد اهتدينا ببركتها إلى وجود بعض الأخطاء، فلو لم يكن بين إدراكاتنا، ما يتّصف بالصحة والسلامة، على وجه الجزم بحيث يكون مقياس الصحّة والفساد في سائر الموارد، لما اهتدينا إلى وجود هذه الأغلاط والأخطاء فانّ الخطأ أمر نسبي أو قياسي فلا يمكن الحكم بكون النسبة غلطاً إلاّ بقياسه على أمر آخر يكون الحكم فيه مسلّماً حتى يحكم بصحّته عند تطابقهما، وبالخطأ عند تخالفهما، ولو لم يكن بين علومنا ما هو صحيح =

نام کتاب : أُصول الفلسفة نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست