responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أُصول الفلسفة نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 207

وإن قال بالثاني، يلزم ثبات سائر العلوم والإدراكات، إذ المفروض أنّ قولنا: ليس لنا علم ثابت، ليس نفياً ثابتاً في جميع الأدوار والأحوال حتى ينتج تغيّـر عامّة العلوم وتبدّلها في هذه الأدوار.

وعلى الجملة: انّ هذه النتيجة، كسائر النتائج التي استنتجها المادّي وليدة ظروفها، ومحصولة جوّها، فلو تغيّـرت الشرائط، وانقلب الجوّ الاقتصادي، أو العلمي مثلاً إلى جوّ آخر، لانقلب هذا إلى تفكير آخر، وربّما يتبدّل النفي بالإثبات، وعلى هذا لا يقام لآراء المادّي وأُصوله واستنتاجاته، وزن ولا قيمة على وجه الدوام والثبات، إذ هو يرى التفكيرات الإنسانية ولائد جوّه، ونتائج محيطه، فكلّما اعتمد عليه المادّي، وليد جوّه، ومولود محيطه، لو انقلب المحيط، وتبدّل الجوّ إلى آخر لذهبت أُصول فلسفتها وفروعها، بنيانها وأساسها عامّة، بلا استثناء.


واحد، يتّصل بعضه ببعض يؤثّر بعضه في بعض، وهذا ما يعبّـر عنه بالتأثّر التقابلي أو الارتباط العامّ.
فالموجود المادّي يمكن تحليله على وجهين، فتارة يلاحظ ويطالع في حال السكون والثبات، والانقطاع عمّـا سواه، وأُخرى في حال التحرّك والتغيّـر، والارتباط بما ورائه، والتفكير الصحيح هو أن تطل بنظرك عليه بما له نعوت وأوصاف من التغيّـر والحركة والارتباط، وهذا ما يسمّيه المادّي بالمنطق التحوّلي (الديالكتيكي) والمفاهيم الذهنية إنّما تعدّ حدوداً واقعية وتسمّى بالحقائق الذهنية إذا صارت نظير الموجودات الخارجية وانطبقت عليها غاية الانطباق، واتصفت بأوصافها وصارت متغيّـرة متكاملة، مرتبطة الأجزاء، مؤثّرة بعضها في بعض وإلاّ لما سمح لنا أن نسمّيها حقائق ذهنية.
وما اعمتد عليه المادّي يضاد منطق الإلهيين ومذهبهم في تحليل الأشياء إذ هم لا يزالون ينظرون إلى الحوادث والوقائع بعين الصمود زاعمين جمودها وسكونها، وانقطاعها عن غيرها.

نام کتاب : أُصول الفلسفة نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست