responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أُصول الفلسفة نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 173

لا فيها، وإن شئت قلت: هو مبدأ لأفعال وحوادث زمانية من أكل وشرب ومشي وشرب، ولكن نفس الذات مجردة عن الزمان ولا ينطبق الزمان عليها كانطباقه على أفعالها.

وهذه المشاهدات الروحية تحتاج إلى تدبّر ورياضة ولا يقف على مغزاها إلاّ المرتاض في الفنون العلمية والمآثر الروحية.

والمتفحص عن وجدانياته لم يزل يشاهد أمراً واحداً مستقراً غير منطبق على الزمان وإن كان مقروناً به !!

يشاهد ذاتاً وحقيقة لا تقبل الانقسام والكثرة، ولو قوى نظره وبلغ إلى حد تشقيق الشعر، لما يجد ذاته قابلاً للتشقيق والانقسام.


= ماذا يقول الحسّيون؟
بما أنّهم قد جعلوا الحجر الأساسي للمعرفة الصحيحة هو الحس والتجربة، فلم يقبلوا سوى ما أثبتته التجربة وأيّده الحس وأمّا ما سوى ذلك فقد جعلوه في بوتقة الإجمال لا معترفين بثبوته ولا منكرين وجوده، وبما أنّ الحس لا ينال سوى العوارض والحالات، والأعمال والأفعال، قالوا: كل واحد منّا لا يشير بقول «أنا» إلاّ إلى عدة من الإدراكات والعلوم المتراكمة بعضها فوق بعض التي نال بها من طريق الحس والتخيّل، وهل الذات إلاّ هذه الإدراكات؟ وأمّا الذات بمعنى الجوهر المستقل سواء كان مجرّداً أو مادّياً فلم يدل على وجوده دليل من الحس والتجربة، إذ الحس لا ينال سوى العوارض والحالات، والجوهر المستقل المنفصل عن حالاته لا يناله الإنسان بهذه الأجهزة التي أخذها الإنسان وسيلة لكشف الحقائق.
والعجب من المادّيين حيث جعلوا الأصيل في الخارج هي المادّة مع أنّهم تبعوا الحسّيين في مقامين:
أـ جعلوا الحجر الأساس للمعرفة الكاملة: الحس والتجربة، مع أنّ الحس لا ينال به المادّة الخارجية، أي الجوهر المصدر لعوارض وحالات للمادّة.
بـ عرّفوا الذات الإنسان بمثل ما عرفه الحسّيون من أنّه عبارة عن عدّة إدراكات =

نام کتاب : أُصول الفلسفة نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست