responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 95

صادقة، بأنّها صادرة عن الله، فلو لم تكن صادقة لكان تزويد الله الإنسان بها خدعة وكذباً، وهومستحيل على الكامل المطلق .

وبذلك يستنتج أنّ كلَّ فكرة فطرية في الطبيعة الإنسانية، فهي فكرة صادقة ملقاة من جانب «الله». وبذلك آمن بالمعرفة الفكرية، وأنّها معرفة صحيحة صادقة، وليس لها مصدر سوى الله.

والفطريات عند «ديكارت»، تختلف عنها في لسان القرآن الكريم والأحاديث الإسلامية، فإنّ الفطرة في الأخيرين هي الميل الذاتي إلى الشيء، من صميم الذات، بلا حافز خارجي، بل كأنّ هناك نداءً من صميم النفس يدعو الإنسان إليه، كالميل إلى العدالة والعفّة والزواج والجاه وغير ذلك. فكلها فطريات في منطق القرآن والأحاديث، ويعبّر عنها بالغرائز تارة، والفطريات أُخرى، وليست هي من قبيل الأفكار، بل ميول طبيعة يجدها الإنسان في ذاته.

وأمّا الفطريات في مصطلح «ديكارت»، فهي من مقولة الفكر والإحساس العقلي. وهي عبارة عن الأفكار الطبيعية الّتي يجدها في نفسه، وتبدو في غاية الوضوح والجلاء، كفكرة «الله» و «الحركة» و «الامتداد» و «النفس»، وكأنّها لوازم للعقل الإنساني، من دون أن يكون العقل مصدراً لها بل هو حامل لها، وإنّما مصدرها شيء غير ذاته وعقله .

طوائف الأفكار الإنسانية الثلاث

ثم إنّه في ضوء ذلك رتب الأفكار الإنسانية في طوائف ثلاث:

1. الأفكار الفطرية: وهي عبارة عن التصورات الّتي يدركها العقل بالبداهة، وليس للخطأ إليها سبيل. كالحركة والامتداد والشكل من الأُمور المادية، والجهل واليقين والشكّ من الأُمور العقليّة المحضة، والوحدة من الأُمور المشتركة بين الأُمور الماديّة والعقلية، وكذلك فكرة الله والأفكار الرياضية الأساسية (الأعداد). ولذلك يقول ديكارت إنّ كل إنسان يحكم بأنّه موجود، كما يدرك بأنّ المثلث له ثلاث زوايا، وأنّ الكُرَةَ ليس لها أزْيَد من سطح واحد، وأنّ المساويين لشيء متساويين.

نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست