responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 34

نعم، إنّما اكتفى بالسمع والأبصار مع أنّ الطريق لا ينحصر بهما، لأجل شرافتهما، وإلاّ فإنّ من المعلوم أنّهما لا يغنيان عمّا يُدْرَكُ بالشمّ والذوق واللمس.

الجواب ـ إنّ هناك فرقاً بين القول بأنّها حاصلة في الذهن من دون أن يكون للخارج أدنى تأثير فيه، لا مباشر ولا غير مباشر; والقول بأنّها تحصل في النفس بعمليات ذهنية من دون انعكاس مباشر من الخارج، وإن كان لصلة الإنسان بالخارج عبر حواسه، تأثير في جميع علومه ومعارفه، بحيث لو كان الإنسان فاقداً لجميع أدواته الحسيّة، لما كان قادراً على تصوّر شيء وتصديقه. حتّى أنّ البديهيات الّتي ربما يتصور الإنسان أنّ النفس تنالها من صميم ذاتها، كاستحالة اجتماع المتناقضين وامتناع ارتفاعهما، إنّما تنالها عبر اتّصالها بالخارج في شتّى الموارد. فلولا الحسّ لما وقف الذهن على مفهوم الاجتماع، كما أنّه لولاه لما وقف على مفهوم النقيض أو النقيضين. فالتصديق بالامتناع إنّما يحصل بعد مُعِدّات تعطي له إدراك هذا الحكم بضرورة وبداهة.

***

الصحيح في تعريف العلم

قد عرفت أنّ الباحث في غنى عن تعريف العلم، لأنّه من المفاهيم الّتي يتعاطاها في يومه وليله، غير أنّا إذا أردنا صياغته في قالب مضبوط، نقول: إنّ العلم عبارة عن حضور المعلوم لدى العالم، إمّا حضوراً بالمباشرة أو بغيرها. وهذا التعريف يشمل جميع أقسام العلم الحضوري والحصولي، فإنّ المعلوم بالعلم الحضوري حاضر بنفسه لدى النفس، والمعلوم بالعمل الحصولي، أعني المعلوم بالعرض، حاضر لدى النفس بتوسط صورته العلمية.

وعلى ضوء ذلك، تقف على أنّ كلّ ما نسميه علماً، يدخل تحت هذا العنوان: حضوره لدى العالم.

***

نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست