responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 242

انقلبت حضارتهم رأساً على عقب، ورحلت عنهم العلوم والمعارف.

وبذلك يتضح أنّ الهزيمة كانت ناتجة عن الابتعاد عن الإسلام، والانحلال عن الالتزام بمبادئه وأُصوله وفروعه، كما أنّ غلبة الغرب ناتجة عن طرده للمسيحية المزعومة الّتي كانت تحاصر العلم والعلماء، وتعذّب المكتشفين والمخترعين، وتنشر الخرافات والأساطير، وتمسكه بأسباب الحضارة والأُصول الإنسانية التي لم يزل الإسلام داعياً إليها، واتّصاله بالحضارة الإسلامية واقتباس علومها وإكمال مسيرتها. والله تعالى يعلم إلى متى تستمر هذه الغلبة ـ وبوادر انحلالهم ويقظة المسلمين قد ظهرت ـ ولله سبحانه سننُ لا تتخلّف، قال سبحانه: (سُنَّةَ اللهِ التي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً)[1]، ( وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَحْوِيلاً)[2]، (وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ)[3].

فما ذكروه من أن ثمرة كل شجرة تعرب عن ماهيتها، صحيح، إلاّ أنّه يجب ضم معرفة أُخرى إليه وهي أنّ نعلم أنّ هذه الثمرة لهذه الشجرة، وأنّ التأخّر نتيجة تطبيق الإسلام في هذه الأعصار، والتقدم نتيجة تطبيق المسيحية كذلك. وهذا العلم منتف، بل الواقع هو العلم بخلافه .

***


[1] الفتح: 23 .
[2] فاطر: 43 .
[3] آل عمران: 140 .

نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 242
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست