responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 208

ولكن مع ذلك كلّه تراهم إذا وصل الأمر إلى المسائل العقائدية وما يرجع إلى ما وراء الطبيعة، ينكرون الاستدلال الثاني، أو يشكّون فيه، مع ما عرفت من جريان سيرتهم العملية عليه في أمورهم العادية. وهذا ممّا ينقضي منه العجب!!.

وبرهان النظم الّذي يعتبر من أهم أدلّة الإلهيين على إثبات صانع العالم، يرتكز أساساً على الاستدلال بالآية على ذيها بصور وتقارير مختلفة.[1]

ومجمل القول فيه هو أنّ العقل إذا لاحظ النظام البديع بما فيه من النواميس المبنية على القواعد الدقيقة، يذعن بأنّه صادر عن فاعل عالم محيط بالمادة وخصوصياتها، والقوانين والنواميس المتحكمة في أجزاء الكون، من ذرّته إلى مجرّته، وأنّه لا يصحّ أن يستند هذا النظام إلى نفس المادة الصمّاء ويعدّ من آثارها، أو يستند إلى الصدفة. وهذا استدلال عقلي آيوي.

القرآن والمعرفة الآيوية

ركز القرآن الكريم على هذا النوع من المعرفة، وكرر في كثير من آياته قوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ)[2]، و: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَات) [3]ونحو ذلك ممّا يفيد تأكيده على لزوم التعرف على ذاته سبحانه وأسمائه وصفاته وما فيه من الكمال والجمال، عن طريق النظر والتدبر في آثاره وآياته، نظير الاستدلال بالموسوعة العلمية على تبحّر مؤلفها وجامعيته في المعرفة.

فذاته سبحانه، بما أنّها مجهولة الكنه، لا يسع العقل البشري الممكن أن يتعرف عليها، فلذا لم يكن بدٌّ من اللجوء إلى آثاره، والنظر فيها، والاستدلال بها على ما في مؤثرها من كمال وجمال، وهذا الطريق متاح للجميع .


[1] سيوافيك بيانها في بحث إثبات الصانع.
[2] الروم: 20 و 21 و 22 و 23 و 24 و 25 و 46، فصّلت: 37 و 39، الشورى: 29 و 32 .
[3] يونس: 67، الرعد: 3 و 4، إبراهيم: 5، الحجر: 75، النحل: 12 و 79، مريم: 128، المؤمنون: 30، النمل: 86، العنكبوت: 24، الروم: 21 و 22 و 23 و 24 و 37، لقمان: 31، السجدة: 26، سبأ: 19، الزمر: 42 و 52، الشورى: 33، الجاثية: 13 .

نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 208
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست