والظاهر انّ مصدر الشيخ هو رجال الكشي، فانّه ذكره في عداد البتريّين، وقال: و قيس بن الربيع بتري، كانت له محبة، فامّا مسعدة بن صدقة بتري ـ إلى أن قال: و أبو نصر بن يوسف بن الحارث بتري.
وعلى هذا فقد تطرق التحريف إلى كلام الشيخ من وجهين:
أ: تصحيف «أبي نصر» بـ«أبي بصير».
ب: اسقاط لفظة «ابن» على وجه صار «أبو بصير» كنية يوسف، مع أنّه في كلام الكشي كنية ابن يوسف.
وأوّل من تنّبه إلى ذلك هو المحقّق القهبائي، و اعتذر عن وقوع التحريف في كلام الشيخ بأنّ عجلته الدينيّة صارت سبباً لهذا التحريف، ثمّ قال: و على هذا التحريف اشتهر عند الطائفة ضعف حديث أبي بصير، لاعتقادهم أنّ أبا بصير مشترك بين أربعة، منهم هذاالبتري، فاشترك الحديث بينه و بين غيره.[1]
وقال أيضاً في ترجمة محمد بن إسحاق بن يسار المدني الذي جاء في ترجمته ذكر أبو نصر بن يوسف بن الحارث البتري: « هكذا في نسخ هذا الكتاب (رجال الكشي) وهي متعددة عندنا، واشتبه على الشيخ قدَّس سرَّه في أصحاب الباقر ـ عليه السَّلام ـ وتبعه غيره، مثل العلاّمة في الخلاصة، وابن داود في رجاله، وغيرهما، فقرأوا هكذا: أبو بصير يوسف بن الحارث بتري، فصار حينئذ أبو بصير في مرتبة من يروي عن الإمام الصادق ـ عليه السَّلام ـ ، وهذا خلاف الواقع».[2]
واحتمال تطرّق الاشتباه إلى نسخة الكشي بعيد جداً،وقد قام بتصحيحه المحقّق الشيخ حسن المصطفوي بعرضهاعلى سبع نسخ مصححة وغير مصححة