responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل ومقالات نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 2  صفحه : 163

يقول سبحانه:

(وَكَذلِكَ أَوحَيْنا إِلَيْكَ قُرآناً عَرَبيّاً لِتُنْذِرَ أُمَّ القُرى وَمَنْ حَولَها)[1]

وعلى ذلك فالآيتان تهدفان إلى بيان موطن النبي ـ صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم ـ ومولده وانّه مكّي، و على ذلك فلا دلالة في هذا الوصف على أنّه لم يكن يقرأ ويكتب.

لكن هذا القول يخالف الصواب، لوجهين:

الأوّل: انّ أُمّ القرى ليست من أعلام مكة وإن كان يطلق عليها، لكنّه من قبيل إطلاق الكلي على مصداقه، ولذلك يقول ابن فارس: «كلّ مدينة هي أُمّ ما حولها من القرى»، ويدل على ذلك قوله سبحانه: (وَما كانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ القُرى حَتّى يَبْعَثَ في أُمّها رسولاً) [2]، والضمير يرجع إلى القرى، فهي صريحة في أنّ أُمّ القرى ليست علماً لموضع خاص، وذلك لأنّ مشيئته سبحانه في إهلاك الأُمّم وإبادتهم بعد إنذارهم ببعث الرسل، تعمُّ الأُمم جميعاً ولا تختص بمكان خاص دون مكان.

الثاني: لو افترضنا انّها من أعلام مكة، فالصحيح عند النسبة إليها هو القروي لا الأُمّي، يقول ابن مالك في ألفيّته:

وانسِب لصدر جملة وصدر ما * ركِّب مزجا وبثان تتما

إضافة مبدوة بابن وأب * أو ما له التعريف بالثاني وجب

فيما سوى هذا انسبن للأوّل * ما لم يخف لَبْس كعبد الأشهل

وحاصل كلام ابن مالك هو انّ الاسم المركب إن كان مركباً تركيبَ جملة أو تركيبَ مزج حذف عجزه وأُلحق صدره ياء النسبة، فتقول في تأبط شراً، تأبطي،


[1]الشورى: 7.

[2]القصص: 59.

نام کتاب : رسائل ومقالات نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 2  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست