responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل ومقالات نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 449

والاَُمّة مشتق من أمَ مَ والمادة تحكي عن القصد والهدف والقيادة والزعامة، وعلى ضوء ذلك فلا يكون المسلمون أُمّة حتى يكون لهم هدف ومقصد أسنى وقيادة وزعامة حكيمة، فالاَُمّة الواحدة لها ربّ واحد وكتاب واحد وشريعة واحدة وقيادة وهدف واحد. وهو نيل السعادة الدنيوية والاَُخروية.

وثمة سوَال يطرح نفسه، ما هي العناصر الكفيلة لتحقيق الوحدة إذ تحققها مع وجود التفرقة والاختلاف أمر متعذر.

هذه العناصر تكمن في التوحيد في العقيدة والشريعة لا في الوطن ولا في الجنس ولا في اللون ولا في اللغة ولا في الطائفية ولا في القومية، والاِسلام قد شطب بخط عريض على تلك الاَفكار، ولم يعر لها أهمية تذكر بل حذّر المسلمين من الانخراط تحت لوائها والانجراف معها ، قال سبحانه: (يا أَيُّهَا النّاس إِنّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللّهَعَليمٌ خَبير ) [1]

وقال الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «إنّ العربية ليست بأبٍ والد ولكنّها لسان ناطق، فمن قصر به عمله لم يبلغه حسبه» [2]فعلى ذلك يجب الاِلماع إلى العناصر التي تكمن فيها الوحدة وتبتني عليها أواصر الاخوة.

فالعناصر العقائدية هي:

1. التوحيد ومراتبه

التوحيد ـ بمعنى الاعتقاد بوجود إله واحد لا شريك له، له الاَسماء الحسنى والصفات العليا، عالم قادر، حي لا يموت، إلى غير ذلك من صفات الجمال والجلال، وليس في صحيفة الوجود خالق، مدبّر ومعبود، سواه ـ من العناصر


[1] الحجرات: 3.
[2] الكافي: 8|246 برقم 342.

نام کتاب : رسائل ومقالات نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 449
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست