أمّا القرينة المنفصلة: فهي القرينة التي لم يتضمّنها شخص الكلام، بل وردت في كلام مستقلّ آخر من قبيل المخصّصات الحاصلة بكلام منفصل [1]، ويطلق عليها القرينة الخارجية أيضاً مع فرق بينهما، وهو أنّ القرينة المنفصلة كثيراً ما تستخدم في القرائن اللفظية دون غيرها من الحالية والمقامية، بينما القرينة الخارجية تستخدم للقرائن اللفظية وغيرها [2]. ولعلّ الحال كذلك بالنسبة إلى اصطلاحي القرينة المتّصلة والداخلية أيضاً.
وقد تحدّث الاصوليون عن دور الاتصال والانفصال في القرينة وتأثيره على ظهور الكلام أو على الحجّية، فذكروا أنّ كلّ قرينة إذا كانت متّصلة بذي القرينة منعت عن انعقاد الظهور التصديقي أساساً [3]، والمراد بالظهور التصديقي: أنّ المراد الجدّي له هو ظاهر الكلام الذي تكلّم به، والقرينة المتّصلة مانعة من انعقاد هذا الظهور بصرفه إلى ظهور آخر مخالف لظهور الكلام من قبيل: (رأيت أسداً يرمي) فلو ورد دليل: (أكرم العلماء
[1] معجم مفردات اصول الفقه المقارن: 229. [2] معجم مفردات اصول الفقه المقارن: 227. [3] دروس في علم الاصول 3 (القسم الثاني): 334.