responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الموسوعة الفقهية نویسنده : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    جلد : 18  صفحه : 165
ثالثاً- تكريم الإنسان:
تحتلّ كرامة الإنسان بما هو إنسان في الإسلام مكانة مرموقة، وتحظى باحترام كبير؛ لأنّه من أشرف المخلوقات، قال تعالى: «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى‌ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا» [1]، فإنّ هذه الآية تدلّ على أنّ الإنسان مكرّم ومفضّل على سائر المخلوقات الاخرى، وإنّما البحث في وجوه التكريم ومميّزات تفضيل الإنسان على غيره.
ومن أهمّ وجوه التكريم أنّه تعالى خلق الإنسان ومنحه صفات عديدة وركّبه من الروح والجسد، ونفخ فيه من روحه تعالى [2]، فصارت نفسه من أشرف النفوس في العالم السفلي، وامتاز على من سواه من المخلوقات بالعقل والتفكير والوعي والإدراك والاختيار، فإنّ بإمكانه إدراك الحقائق كما هي، وكرّمه بالنطق وتدبير المعاش والمعاد وسخّر له سائر الموجودات [3].
ولقد أشار اللَّه تبارك وتعالى في آيات عديدة من القرآن الكريم إلى أنّ أفضل شي‌ء في الإنسان هو أنّه يدرك الأشياء ويفرّق بين الحسن والقبيح، ولكنه قد يعطّل هذا الإدراك فيكون أشرّ من الدوابّ وأضلّ سبيلًا [4].
وقد يستعمله ويهتدي بنور العقل والتفكير ويتجلّى فيه نور المعرفة ويصل إلى غاية الكمال والسعادة [5].
ويشترك في ذلك جميع أفراد الإنسان وإن ذهب بعض المفسّرين إلى اختصاص معنى التكريم في الآية السابقة- وهو التفضيل- بالمسلمين، إلّاأنّه سبحانه وتعالى عمّمه في الآية مع وجود الكفّار، تغليباً لوجود من يتّصف بذلك من المسلمين [6].
إلّاأنّه خلاف ظاهر الآية؛ إذ لا اختصاص لما في قوله تعالى: «وَحَمَلْنَاهُمْ‌
[1] الإسراء: 70.
[2] الحجر: 29.
[3] لقمان: 20. وانظر: جوامع الجامع 2: 385. تفسير غريب القرآن: 519. تفسير الصافي 3: 205.
[4] الأعراف: 179. الفرقان: 44.
[5] انظر: مجمع البيان 3: 426. الروض 1: 31. البحار 60: 270- 273.
[6] انظر: التبيان 6: 503. مجمع البيان 3: 426.
نام کتاب : الموسوعة الفقهية نویسنده : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    جلد : 18  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست