في صحيح حمران عن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال: سمعته يقول: «... الإسلام ما ظهر من قول أو فعل، وهو الذي عليه جماعة الناس من الفِرق كلّها، وبه حقنت الدماء، وعليه جرت المواريث وجاز النكاح...» [1].
ونحوه ما ورد [2] في تفسير قوله تعالى:
«قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا» [3].
وقد روي نظير ذلك من غير طرقنا فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: «امرت أن اقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلّااللَّه ويؤمنوا بي وبما جئت به فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم...» [4].
هذا بالإضافة إلى السيرة القطعيّة [5] على قبول إسلام المظهر لهما ولو مع العلم بنفاقه، فقد تعامل النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع أمثال أبي سفيان مع علمه بنفاقه وعدم دخول الإسلام في قلبه [6].
وقد أخبر القرآن بنفاق بعض المسلمين وعدم دخول الإيمان في قلوبهم، بقوله تعالى: «وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ» [7]، وقوله تعالى أيضاً: «وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ» [8].
وفي مقابل ذلك ذهب السيد اليزدي إلى عدم كفاية الإسلام الصوري [9]؛ لأنّ ألفاظ الشهادتين ليست إلّاطريقاً للكشف عن عقد القلب، فلا تكون حجّة مع العلم بمخالفتها له [10]، ولأنّ المنافقين كما ورد في حديث محمّد بن الفضيل عن أبي جعفر عليه السلام: «... ليسوا من الكافرين، وليسوا من المؤمنين، وليسوا من المسلمين، يظهرون الإيمان ويصيرون إلى
[1] الكافي 2: 26، ح 5. وانظر: مستمسك العروة 2: 123. [2] الكافي 2: 25، ح 5، و26، ح 5. وانظر: جواهرالكلام 6: 59. [3] الحجرات: 14. [4] كنز العمال 1: 87- 89، ح 370- 379. وانظر: التنقيح في شرح العروة (الطهارة) 2: 69. [5] جواهر الكلام 4: 83. [6] التنقيح في شرح العروة (الطهارة) 3: 234. وانظر: مصباح الفقيه 7: 266. [7] المنافقون: 1. [8] الحجرات: 14. [9] العروة الوثقى 1: 284، م 2. [10] مستمسك العروة 2: 123.