بالإسلام.
وقد يراد به الاعتقاد المقرون بعمل الجوارح، كما هو مختار آخرين [1]؛ مستدلّاً له بعضهم بقوله تعالى: «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ* الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ* أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً» [2]. وبالروايات المفسِّرة للإيمان بأنّه إقرار باللسان وعقد بالقلب وعمل بالأركان [3].
وإن حاول بعضٌ توجيهها بأنّها ناظرة إلى الفرد الأكمل [4] بقرينة قوله تعالى:
«وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْماً وَلَا هَضْماً» [5]، فإنّ ظاهرها التفريق بين الإيمان والعمل الصالح [6].
ومن الواضح أنّه على هذا الأساس تكون العلاقة بين الإسلام والإيمان علاقة العموم والخصوص المطلق [7].
وقد يراد بالإيمان الاعتقاد بإمامة الأئمّة الاثني عشر عليهم السلام [8].
وقد اشترط فقهاؤنا الإيمان بهذا المعنى الأخير في العديد من الأحكام كإمامة الجماعة [9]، والزكاة التي يشترط في مستحقّها الإيمان [10]، وكالشهادات التي يشترط في أدائها إيمان الشاهد [11]، وهكذا.
ووفقاً لما تقدّم، قد يساوي الإيمان الإسلام، وقد يختصّ بالتصديق القلبي، أو بالتصديق مع عمل الجوارح، وقد يكون خاصّاً بالاعتقاد الاثني عشري فتكون الحالات أربعاً كما قلنا.
(انظر: إيمان)
2- الدين والشريعة والملّة:
الدين: هو الطريقة الإلهية العامّة الثابتة في سائر الشرائع.
والشريعة: هي النهج المختصّ بنبيّ من الأنبياء وامّة من الامم ليرتووا من زلاله كما يرتوي الظمآن من شريعة الماء.
والملّة: هي الطريقة التي يمليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم على امّته. ولا تصدق الملّة إلّا بعمل الامّة واتّباعهم لها، بخلاف الشريعة التي لا يتوقّف صدقها إلّاعلى تشريعها [12].
والدين أعم من الشريعة، كما يستفاد من قوله تعالى: «وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ» [13]، إذا انضمّ إلى قوله تعالى:
«لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً» [14]، وقوله تعالى: «ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ
[1] الهداية: 54- 55. المقنعة: 654. النهاية: 597- 598. المهذب 2: 89. الوسيلة: 371. الحدائق 22: 205- 206. [2] الأنفال: 2- 4. [3] انظر: البحار 69: 67- 69، ح 19- 24. الحدائق 22: 205. [4] العروة الوثقى 6: 326، م 5. [5] طه: 112. [6] حقائق الإيمان: 69، 70. [7] المسالك 5: 337. كشف اللثام 1: 410. وانظر: الهداية: 55. [8] جواهر الكلام 33: 197. وانظر: المسالك 10: 38. مشارق الشموس: 430. [9] الذكرى 4: 388. [10] الشرائع 1: 163. جواهر الكلام 15: 377. [11] جواهر الكلام 41: 16. [12] معجم الفروق اللغوية: 510. الميزان 5: 350- 351. [13] آل عمران: 85. [14] المائدة: 48.