الجزء الثالث عشر
إسلام
أوّلًا- التعريف:
للإسلام في اللغة عدّة معانٍ:
منها: اعتناق الدين الإسلامي والدخول فيه، كما في قوله تعالى: «وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ» [1]. ومنها: الانقياد والطاعة.
ومنها: الصلح والسلام. ومنها: الخذلان وترك النصرة. ومنها: بيع السلف والسلَم [2].
واستعمل في لسان الشريعة بمعنى الدين والشريعة الحقّة، بالإضافة إلى معانيه اللغوية المتقدّمة. والمقصود بحثه هنا هو المعنى الأوّل، وأمّا الإسلام بمعنى التسليم أو بيع السلف والسلم فيراجع فيهما مصطلح (سِلم) و(سلَم).
وعلى هذا الأساس يكون الإسلام هو الديانة الحقّة الخاتمة للديانات والتي جاء بها الرسول محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، وهو أحد الديانات السماوية التوحيدية إلى جانب ديانات سماوية اخرى مثل اليهودية والنصرانية، فهذا هو الإسلام في الفقه الإسلامي.
نعم، قد يطلق عنوان الإسلام والمسلم على الديانات السابقة الحقّة غير المحرّفة، ومن هنا وصف بعض الأنبياء بالمسلم، ونسبت تسمية المسلمين بهذا الإسم إلى نبي اللَّه إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم [3].
ثانياً- الألفاظ ذات الصلة:
1- الإيمان:
يطلق الإيمان- تبعاً لآراء الفقهاء- على أربعة معانٍ تختلف نسبته على أساسها مع الإسلام.
فقد يستعمل الإيمان ويراد به معنى يساوي الإسلام [4]، كما في قوله تعالى:
«فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ» [5]، وقوله تعالى: [1] التوبة: 74. [2] انظر: لسان العرب 6: 344- 346. المصباح المنير: 286- 287. القاموس المحيط 4: 183. [3] الحج: 78. [4] مجمع البيان 1: 209. الروضة 3: 21. مشارقالشموس: 430. كشف اللثام 7: 83. جواهر الكلام 30: 96. [5] النساء: 92.