بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ» [1]، قال: «نزلت في قوم كان لهم نهر يقال له: الثرثار، وكانت بلادهم خصبة كثيرة الخير، وكانوا يستنجون بالعجين ويقولون: هو ألين لنا، فكفروا بأنعم اللَّه واستخفّوا بنعمة اللَّه فحبس اللَّه عليهم الثرثار، فجدبوا حتى أحوجهم اللَّه إلى ما كانوا يستنجون به حتى كانوا يتقاسمون عليه» [2].
وقريب منه ما رواه عمرو بن شمر عن الإمام الصادق عليه السلام [3].
وكرواية هشام بن سالم المتقدّمة [4] ورواية عمرو بن جميع [5]، الدالّتين بالأولوية على حرمة الاستنجاء بالمطعوم [6].
وكرواية دعائم الإسلام، قال:
نهوا عليهم السلام عن الاستنجاء بالعظام والبعر وكلّ طعام [7].
والرواية وإن كانت ضعيفة باعتقاد البعض؛ لعدم قبولهم كتاب الدعائم [8]، إلّاأنّها منجبرة في رأي البعض الآخر بالإجماع المتقدّم [9]، والأولويّة المستفادة من أخبار العظم والروث [10]، ولا أقلّ من اعتبارها مؤيّداً في هذا المجال [11].
ومنها: الأخبار الواردة في العظم والروث الناهية عن الاستنجاء بهما؛ لأنّهما طعام الجنّ [12]، فيكون طعام أهل الصلاح أولى بالمنع [13]. [1] النحل: 112. [2] تفسير القمّي 1: 391. المستدرك 1: 281- 282، ب 28 من أحكام الخلوة، ح 1. [3] الوسائل 1: 362، ب 40 من أحكام الخلوة، ح 1. [4] انظر: الرياض 1: 207. مستند الشيعة 1: 381. [5] الوسائل 24: 381- 382، ب 77 من آداب المائدة، ح 4. فإنّه روي عن أبي عبد اللَّه عليه السلام أنّه قال: «دخل رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم على عائشة فرأى كسرة كاد أن يطأها، فأخذها وأكلها، وقال: يا حميرا أكرمي جوار نعم اللَّه عليك، فإنّها لم تنفر عن قوم، فكادت تعود إليهم». [6] مستند الشيعة 1: 381. [7] الدعائم 1: 105. المستدرك 1: 279، ب 26 من أحكام الخلوة، ح 1. [8] الحدائق 2: 44. [9] مستند الشيعة 1: 380. [10] الطهارة (تراث الشيخ الأعظم) 1: 471. [11] البحار 1: 38. [12] الذكرى 1: 171. كشف اللثام 1: 212- 213. الرياض 1: 207. جواهر الكلام 2: 50. الطهارة (تراث الشيخ الأعظم) 1: 471. مصباح الفقيه 2: 100. [13] المعتبر 1: 132. المنتهى 1: 278- 279. الروض 1: 78.