هذا الدعاء بعد ذلك بعمل امّ داود.
والفقهاء وإن لم يتعرّضوا لحكمه بصورة مباشرة، إلّاأنّهم ذكروه بهذا الاسم في مقام تعرّضهم للصوم المستحب، أو للأغسال المستحبّة؛ إذ من أعماله الغسل [1] والصوم [2]، كما سمعت.
5- الاستفتاح لإمام المسلمين:
وقد ورد الاستفتاح بهذا المعنى في آيات متعدّدة من القرآن الكريم، منها:
قوله تعالى: «وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا» [3].
وفي الأدعية المأثورة ورد الاستفتاح بالدعاء لإمام المسلمين: «وافتح له فتحاً يسيراً، واجعل له وللمسلمين ولنا من لدنك سلطاناً نصيراً» [4].
استفراغ
(انظر: قيء)
استفسار
أوّلًا- التعريف:
الاستفسار- لغة- طلب التفسير والتوضيح يقال:: استفسرتُه، أي سألته أن يفسّره لي [5].
ومعناه عند الفقهاء لا يختلف عن المعنى اللغوي.
ثانياً- الألفاظ ذات الصلة:
1- السؤال:
وهو الطلب الذي يستدعي جواباً [6]. وهو أعمّ من أن يكون طلب التوضيح، كقوله تعالى: «يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ» [7]، وغير طلب التوضيح، كقوله تعالى: «قُل لَاأَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى» [8]. فيكون الاستفسار أخصّ منه.
2- الاستفصال:
وهو طلب التفصيل [9]. وهو أخص من الاستفسار من جهة تفسير اللفظ بمرادفه، وأعمّ منه إذا كان التفصيل لا من أجل التوضيح والتفسير.
ثالثاً- الحكم الإجمالي ومواطن البحث:
ذكر الفقهاء للاستفسار [10] أحكاماً في الامور المبهمة والمجملة [11]، وهي كالتالي:
1- على الحاكم الاستفسار فيما لو لم يفد الكلام فائدة إلّابه [12]، كاستفساره
[1] جواهر الكلام 5: 59. العروة الوثقى 2: 155. تحرير الوسيلة 1: 89. [2] كشف الغطاء 4: 44. عوائد الأيام: 268. [3] البقرة: 89. [4] مصباح المتهجّد: 93. [5] انظر: الصحاح 2: 781. لسان العرب 10: 261. مجمع البحرين 3: 1393. تاج العروس 3: 470. [6] معجم الفروق اللغوية: 287. [7] البقرة: 215. [8] الشورى: 23. [9] المنجد: 585. [10] لا يخفى أنّ الاستفسار اصطلاحٌ اصولي عند الجمهور دون الخاصّة، وهو بمعنى (طلب معنى اللفظ حين تكون فيه غرابةٌ أو إجمال)، ويذكرونه في مباحث القوادح في الدليل. انظر: اصول السرخسي: 168. المنخول (الغزالي): 508. الأحكام (الآمدي) 4: 73. [11] انظر: جواهر الكلام 35: 120. [12] المسالك 8: 293. جواهر الكلام 31: 135.