responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 106
ولهاصة ثم من سوماتة منهم مولده عام عشرة ووفاته عام ثلاثة وثمانين وثلثمائة كان من البتر من ولد مادغيس هلك على عهد عبد الرحمن الناصر ومنهم أيضا أبو محمد بن أبي زيد علم الملة وهو من قفزة أيضا ومنهم علماء بالنسب والتاريخ وغير ذلك من فنون العلوم ومن مشاهير زناتة أيضا موسى بن صالح الغمري معروف عند كافتهم معرفة وضوح وشهرة وقد ذكرناه عند ذكر غمرة من شعوب زناتة وهو وإن لم توقفنا الاخبار الصحيحة على الجلي من أمره في دينه فهو من محاسن هذا الجيل الشاهدة بوجود الخواص الانسانية فيهم من ولاية وكهانة وعلم وسحر وكان نوعا من آثار الخليقة ولقد تحدث أهل هذا الجيل فيما يتحدثون به ان أخت يعلى بن محمد اليفرنى جاءت بولد من غير أب سموه كلمام ويذكر له أخبار في الشجاعة خرقت العوائد ودلت على أنه موهبة من الله استأثره بها لم يشاركه فيها غيره من أهل جلدته وربما ضاقت حوامل الخواص منهم عن ملتقط هذه الكائنة ويجهلون ما يتسع لها ولأمثالها من نطاق القدرة وينقلون أن حملها كان اثر استحمامها في عين حامية هنا لك غب ما صدر عنها بعض السباع كانت ترد فيها على الناس ويردون عليها ويرون أنها علقت من فضل ولوغه ويسمون ذلك المولود ابن الأسد لظهور خلعة الشجاعة فيه وكثير من أمثال هذه الأخبار التي لو انصرفت إليها عناية الناقلين لملأت الدواوين ولم يزل هذا دأبهم وحالهم إلى أن مهدوا من الدول وأثلوا من الملك ما نحن في سبيل ذكره {الفصل الرابع في ذكر أخبارهم على الجملة من قبل الفتح الاسلامي ومن بعده إلى ولاية بني الأغلب} هؤلاء البربر جيل وشعوب وقبائل أكثر من أن تحصى حسبما هو معروف في تاريخ الفتح بإفريقية والمغرب وفى أخبار ردتهم وحروبهم فيها نقل ابن أبي الرقيق أن موسى ابن نصير لما فتح سقوما كتب إلى الوليد بن عبد الملك انه صار لك من سبى سقوما مائة ألف رأس فكتب إليه الوليد بن عبد الملك ويحك انى أظنها من بعض كذباتك فان كنت صادقا فهذا محشر الأمة ولم تزل بلاد المغرب إلى طرابلس بل والى الإسكندرية عامرة بهذا الجيل ما بين البحر الرومي وبلاد السودان منذ أزمنة لا يعرف أولها ولا ما قبلها وكان دينهم دين المجوسية شأن الأعاجم كلهم بالمشرق والمغرب الا في بعض الأحايين يدينون بدين من غلب عليهم من الأمم فان الأمم اهل الدول العظيمة كانوا يتغلبون عليهم فقد غزتهم ملوك اليمن من قرارهم مرارا على ما ذكر مؤرخوهم فاستكانوا لغلبهم ودانوا بدينهم ذكر ابن الكلبي أن حميرا بالقبائل اليمانية ملك المغرب مائة سنة وانه الذي ابتنى مدائنه مثل إفريقية وصقلية واتفق المؤرخون على غزو افريقش صيفي من التبابعة
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست