responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 4  صفحه : 273
وتوفى الواثق أبو جعفر هارون بن المعتصم محمد لست بقين من سنة ثنتين وثلاثين وكانت علته الاستسقاء وأدخل في تنور مسجر فلقى خفة ثم عاوده في اليوم الثاني أكثر من الأول فأخرج في محفة فمات فيها ولم يشعروا به وقيل إن ابن أبي دواد غمضه ومات لخمس سنين وتسعة أشهر من خلافته وحضر في الدار أحمد بن أبي دواد واتياخ ووصيف وعمر بن فرح وابن الزيات وأراد البيعة لمحمد بن واثق وهو غلام إمر فألبسوه فإذا هو قصير فقال وصيف أما تتقون الله تولون الخلافة مثل هذا ثم تناظروا فيمن يولونه وأحضروا المتوكل فألبسه ابن أبي دواد الطويلة وعممه وسلم عليه بامارة المؤمنين ولقبه المتوكل وصلى على الواثق ودفنه ثم وضع العطاء للجند لثمانية أشهر وولى على بلاد فارس إبراهيم ابن محمد بن مصعب وكان على الموصل غانم بن محمد الطويس فأقره وعزل ابن العباس محمد بن صول عن ديوان النفقات وعقد لابنه المنتصر على الحرمين واليمن والطائف
* (نكبة الوزير ابن الزيات ومهلكه) *
كان محمد بن عبد الملك بن الزيات قد استوزره الواثق فاستمكن من دولته وغلب على هؤلاء وكان لا يحفل بالمتوكل ولا يوجب حقه وغضب الواثق عليه مرة فجاء إلى ابن الزيات ليستنزله فأساء معاملته في التحية والملاقاة فقال اذهب فإنك إذا صلحت رضى عنك وقام عنه حزينا فجاء إلى القاضي أحمد بن دواد فلم يدع شيئا من البر الا فعله وحياه وفداه وخطب حاجته فقال أحب أن ترضى عنى أمير المؤمنين فقال أفعل ونعمة عين ولم يزل بالواثق حتى رضى عنه وكان ابن الزيات كتب إلى الواثق عند ما خرج عنه المتوكل ان جعفرا أتاني فسأل الرضا عنه وله وفرة شبه زي المخنثين فأمره الواثق أن يحضره من شعر قفاه فاستحضره فجاء يظن الرضا عنه وأمر حجاما أخذ من شعره وضرب به وجهه فحقد له ذلك وأساء له ولما ولى الخلافة بقي شهرا ثم أمر اتياخ أن يقبض عليه ويقيده بداره ويصادره وذلك في صفر سنة ثلاث وثلاثين فصادره واستصفى أمواله وأملاكه وسلط عليه أنواع العذاب ثم جعله في تنور خشب في داخله مسامير تمنع من الحركة وتزعج من فيه لضيقه ثم مات منتصف ربيع الأول وقيل إنه مات من الضرب وكان لا يزيد على التشهد وذكر الله وكان عمر بن الفرج الرحجي يعامل المتوكل بمثل ذلك فحقد له ولما استخلف قبض عليه في رمضان واستصفى أمواله ثم صودر على أحد عشر ألف ألف
* (نكبة اتياخ ومقتله) *
كان اتياخ مولى السلام الأبرص وكان عنده ناخوريا طباخا وكان شجاعا فاشتراه المعتصم منه سنة تسع وتسعين وارتفع في دولته ودولة الواثق ابنه وكان له المؤنة
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 4  صفحه : 273
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست