responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 1  صفحه : 415
الفصل التاسع والعشرون في صناعة الطب وانها محتاج إليها في الحواضر والأمصار دون البادية هذه الصناعة ضرورية في المدن والأمصار لما عرف من فائدتها فان ثمرتها حفظ الصحة للأصحاء ودفع المرض عن المرضي بالمداواة حتى يحصل لهم البرء من أمراضهم واعلم أن أصل الأمراض كلها إنما هو من الأغذية كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الجامع للطب وهو قوله المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء وأصل كل داء البردة فأما قوله المعدة بيت الداء فهو ظاهر وأما قوله الحمية رأس الدواء فالحمية الجوع وهو الاحتماء من الطعام والمعنى أن الجوع هو الدواء العظيم الذي هو أصل الأدوية وأما قوله أصل كل داء البردة فمعنى البردة إدخال الطعام على الطعام في المعدة قبل أن يتم هضم الأول وشرح هذا أن الله سبحانه خلق الانسان وحفظ حياته بالغذاء يستعمله بالأكل وينفذ فيه القوى الهاضمة والغاذية إلى أن يصير دما ملائما لاجزاء البدن من اللحم والعظم ثم تأخذه النامية فينقلب لحما وعظما ومعنى الهضم طبخ الغذاء بالحرارة الغريزية طورا بعد طور حتى يصير جزءا بالفعل من البدن وتفسيره أن الغذاء إذا حصل في الفم ولاكته الأشداق أثرت فيه حرارة الفم طبخا يسيرا وقلبت مزاجه بعض الشئ كما تراه في اللقمة إذا تناولتها طعاما ثم أجدتها مضغا فترى مزاجها غير مزاج الطعام ثم يحصل في المعدة فتطبخه حرارة المعدة إلى أن يصير كيموسا وهو صفو ذلك المطبوخ وترسله إلى الكبد وترسل ما رسب منه في المعى ثفلا ينفذ إلى المخرجين ثم تطبخ حرارة الكبد ذلك الكيموس إلى أن يصير عبيطا وتطفو عليه رغوة من الطبخ هي الصفراء وترسب منه أجزاء يابسة هي السوداء ويقصر الحار الغريزي بعض الشئ عن طبخ الغليظ منه فهو البلغم ثم ترسلها الكبد كلها في العروق والجداول ويأخذها طبخ الحال الغريزي هناك فيكون عن الدم الخالص بخار حار رطب يمد الروح الحيواني وتأخذ النامية ماخذها في الدم فيكون لحما ثم غليظه عظاما ثم يرسل البدن ما يفضل عن حاجاته من ذلك فضلات مختلفة من العرق واللعاب والمخاط والدمع هذه صورة الغذاء وخروجه من القوة إلى الفعل لحما ثم إن أصل الأمراض ومعظمها هي
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 1  صفحه : 415
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست