لَوْ قِيْسَ بَيْنَهُمُ فِي الْعُرْبِ لَاعْتَدَلُوا
الْعَجْزُ بِالْعَجْزِ ثُمَّ الرَّأْسُ بِالرَّأْسِ
انْظُرْ فِدًى لَكَ نَفْسِي قَبْلَ قَاصِمَةِ
لِلظَّهْرِ لَيْسَ لَهَا رَاقٍ وَ لَا آسِي
إِنَّ الْعِرَاقَ وَ أَهْلَ الشَّامِ لَنْ يَجِدُوا
طَعْمَ الْحَيَاةِ مَعَ الْمُسْتَغِلِقِ الْقَاسِي
بُسْرٌ وَ أَصْحَابُ بُسْرٍ وَ الَّذِينَ هُمُ
دَاءُ الْعِرَاقِ رِجَالٌ أَهْلُ وَسْوَاسِ
قَوْمٌ عُرَاةٌ مِنَ الْخَيْرَاتِ كُلُّهُمُ
فَمَا يُسَاوَى بِهِ أَصْحَابُهُ كَاسِي
إِنِّي أَرَى الْخَيْرَ فِي سِلْمِ الشَّآمِ لَكُمْ
وَ اللَّهُ يَعْلَمُ مَا بِالسِّلْمِ مِنْ بَأْسِ
فِيهَا الْتُّقَى وَ أُمُورٌ لَيْسَ يَجْهَلُهَا
إِلَّا الْجَهُوُل وَ مَا النَّوْكَى كَأَكْيَاسِ.
قَالَ: فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ شِعْرِهِ عَرَضَهُ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: لَا أَرَى كِتَابَكَ عَلَى رِقَّةِ شِعْرِكَ- فَلَمَّا قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ الْكِتَابَ أَتَى بِهِ عَلِيّاً فَأَقْرَأَهُ شِعْرَهُ فَضَحِكَ وَ قَالَ: «قَاتَلَ اللَّهُ ابْنَ الْعَاصِ مَا أَغْرَاهُ بِكَ يَا ابْنَ الْعَبَّاسِ أَجِبْهُ وَ لِيَرُدَّ عَلَيْهِ شِعْرَهُ الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ فَإِنَّهُ شَاعِرٌ» فَكَتَبَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِلَى عَمْرٍو أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي لَا أَعْلَمُ رَجُلًا مِنَ الْعَرَبِ أَقَلَّ حَيَاءً مِنْكَ إِنَّهُ مَالَ بِكَ مُعَاوِيَةُ إِلَى الْهَوَى وَ بِعْتَهُ دِينَكَ بِالثَّمَنِ الْيَسِيرِ ثُمَّ خَطَبْتَ بِالنَّاسِ فِي عَشْوَةٍ