أَضْرِبُهَا بِالسَّيْفِ حَتَّى تَنْصَرِفْ
إِذَا مَشَيْتُ مَشْيَةَ الْعَوْدِ الصَّلِفْ
وَ مِثْلُهَا لِحِمْيَرَ أَوْ تَنْحَرِفْ
وَ الرَّبَّعِيُّونَ لَهُمْ يَوْمٌ عَصِفْ[1]
فَاعْتَرَضَهُ عَلِيٌّ وَ هُوَ يَقُولُ:
: «
قَدْ عَلِمَتْ ذَاتُ الْقُرُونِ الْمِيلِ
وَ الْخَصْرِ وَ الْأَنَامِلِ الطُّفُولِ[2]
إِنِّي بِنَصْلِ السَّيْفِ خَنْشَلِيلُ[3]
أَحْمِي وَ أَرْمِي أَوَّلَّ الرَّعِيلِ
بِصَارِمٍ لَيْسَ بِذِي فُلُولِ
».
ثُمَّ طَعَنَهُ فَصَرَعَهُ وَ اتَّقَاهُ عَمْرٌو بِرِجْلِهِ فَبَدَتْ عَوْرَتُهُ فَصَرَفَ عَلِيٌّ وَجْهَهُ عَنْهُ وَ ارْتُثَّ فَقَالَ الْقَوْمُ: أَفْلَتَ الرَّجُلُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: «وَ هَلْ تَدْرُونَ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا: لَا قَالَ: «فَإِنَّهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ تَلَقَّانِي بِعَوْرَتِهِ فَصَرَفْتُ وَجْهِي عَنْهُ.» وَ رَجَعَ عَمْرٌو إِلَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ لَهُ: مَا صَنَعْتَ يَا عَمْرُو؟ قَالَ: لَقِيَنِي عَلِيٌّ فَصَرَعَنِي قَالَ: احْمَدِ اللَّهَ وَ عَوْرَتَكَ أَمَا وَ اللَّهِ أَنْ لَوْ عَرَفْتَهُ مَا أَقْحَمْتَ عَلَيْهِ.
وَ قَالَ مُعَاوِيَةُ فِي ذَلِكَ:
أَلَا لَلَّهِ مِنْ هَفَوَاتِ عَمْرٍو
يُعَاتِبُنِي عَلَى تَرْكِي بِرَازِي
فَقَدْ لَاقَى أَبَا حَسَنٍ عَلِيّاً
فَآبَ الْوَائِلِيُّ مَآبَ خَازِي
فَلَوْ لَمْ يُبْدِ عَوْرَتَهُ لَلاقَى
بِهِ لَيْثاً يُذَلِّلُ كُلَّ نَازِي
لَهُ كَفٌّ كَأَنَّ بِرَاحَتَيْهَا
مَنَايَا الْقَوْمِ يَخْطِفُ خَطْفَ بَازِي
[1] المقطوعة لم ترد في مظنها من ح.
[2] الطفول: جمع طفل، بالفتح، و هو الرخص الناعم، قال ابن هرمة:
متى ما يغفل الواشون تومئ
بأطراف منعمة طفول
.
[3] في البيت إقواء، و أنشد في اللسان بدون نسبة:
قد علمت جارية عطبول
أنى بنصل السيف خنشليل
و الخنشليل: الجيد الضرب بالسيف، و مثله الخنشل.