إِذَا الْخَيْلُ جَالَتْ بَيْنَهَا قِصَدُ الْقَنَا
يَثِرْنَ عَجَاجاً سَاطِعاً مُتَنَصِّباً
لَقَدْ فُجِع الْأَنْصَارُ طُرّاً بِسَيِّدٍ
أَخِي ثِقَةٍ فِي الصَّالِحِينَ مُجَرَّبَا
فَيَا رُبَّ خَيْرٍ قَدْ أَفَدْتَ وَ جَفْنَةٍ
مَلَأْتَ وَ قِرْنٍ قَدْ تَرَكْتَ مُخَيَّباً[1]
وَ يَا رُبَّ خَصْمٍ قَدْ رَدَدْتَ بِغَيْظِهِ
فَآبَ ذَلِيلًا بَعْدَ مَا كَانَ مُغْضَباً
وَ رَايَةِ مَجْدٍ قَدْ حَمَلْتَ وَ غَزْوَةٍ
شَهِدْتَ إِذَا النِّكْسُ الْجَبَانَ تَهَيَّبَا
حَوُوطاً عَلَى جُلِّ الْعَشِيرَةِ مَاجِداً
وَ لَمْ يَكُ فِي الْأَنْصَارِ نِكْسًا مُؤَنَّباً[2]
طَوِيلَ عَمُودِ الْمَجْدِ رَحْباً فِنَاؤُهُ
خَصِيباً إِذَا مَا رَائِدُ الْحَيِّ أَجْدَبَا[3]
عَظِيمَ رَمَادِ النَّارِ لَمْ يَكُ فَاحِشاً
وَ لَا فَشِلًا يَوْمَ الْقِتَالِ مُغَلَّباً
وَ كُنْتَ رَبِيعاً يَنْفَعُ النَّاسَ سَيْبُهُ
وَ سَيْفاً جُرَازاً بَاتِكَ الْحَدِّ مِقْضَباً
فَمَنْ يَكُ مَسْرُوراً بِقَتْلِ ابْنِ مِحْصَنٍ
فَعَاشَ شَقِيّاً ثُمَّ مَاتَ مُعَذَّباً
وَ غُودِرَ مُنْكَبّاً لِفِيهِ وَ وَجْهِهِ
يُعَالِجُ رُمْحاً ذَا سِنَانٍ وَ ثَعْلَباً
فَإِنْ تَقْتُلُوا الْحُرَّ الْكَرِيمَ ابْنَ مِحْصَنٍ
فَنَحْنُ قَتَلْنَا ذَا الْكَلَاعِ وَ حَوْشَبَا
وَ إِنْ تَقْتُلُوا ابْنَيْ بُدَيْلٍ وَ هَاشِماً
فَنَحْنُ تَرَكْنَا مِنْكُمُ الْقِرْنَ أَعْضَبَا
وَ نَحْنُ تَرَكْنَا حِمْيَراً فِي صُفُوفِكُمْ
لَدَى الْمَوْتِ صَرْعَى كَالنَّخِيلِ مُشَذَّبَا
وَ أَفْلَتَنَا تَحْتَ الْأَسِنَّةِ مَرْثَدٌ
وَ كَانَ قَدِيماً فِي الْفِرَارِ مُجَرَّبَا
وَ نَحْنُ تَرَكْنَا عِنْدَ مُخْتَلَفِ الْقَنَا
أَخَاكُمْ عُبَيْدَ اللَّهِ لَحْماً مُلَحَّبَا
بِصِفِّينَ لَمَّا ارْفَضَّ عَنْهُ صُفُوفُكُمْ
وَ وَجْهُ ابْنِ عَتَّابٍ تَرَكْنَاهُ مُلْغَبَا[4]
[1] ح: «مسلبا».
[2] ح: «حويطا». فى الأصل: «عضبا مشيبا» و أثبت ما في ح.
[3] في الأصل: «حصينا» و صوابه في ح.
[4] ح: «عنه رجالكم». و ألغبه: أنصبه.