وَ فِي هَذِهِ الْأُخْرَى لَهُ مَخْضُ زُبْدَةٍ
سَيُخْرِجُهَا عَفْواً فَلَا تَعْجَلُوا الزُّبْدَا
وَ لَا تُبْطِئُوا عَنْهُ وَ عِيشُوا بِرَأْيِهِ
وَ لَا تَجْعَلُوا مِمَّا يَقُولُ لَكُمْ بُدّاً
أَ لَيْسَ خَطِيبَ الْقَوْمِ فِي كُلِّ وَفْدَةٍ
وَ أَقْرَبَهُمْ قُرْباً وَ أَبْعَدَهُمْ بُعْداً
وَ إِنَّ عَلِيّاً خَيْرُ حَافٍ وَ نَاعِلٍ
فَلَا تَمْنَعُوهُ الْيَوْمَ جَهْداً وَ لَا جِدّاً
يُحَارِبُ مَنْ لَا يَحْرَجُونَ بِحَرْبَةٍ
وَ مَنْ لَا يُسَاوَى دِينُهُ كُلُّهُ رَدّاً[1]
وَ مَنْ نَزَلَتْ فِيهِ ثَلَاثُونَ آيَةً
تُسَمِّيهِ فِيهَا مُؤْمِناً مُخْلِصاً فَرْداً
سِوَى مُوجِبَاتٍ جِئْنَ فِيهِ وَ غَيْرِهَا
بِهَا أَوْجَبَ اللَّهُ الْوَلَايَةَ وَ الْوُدّا.
فَلَمَّا انْتَهَى كِتَابُ الْأَحْنَفِ وَ شِعْرُ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَعْصَعَةَ إِلَى بَنِي سَعْدٍ سَارُوا بِجَمَاعَتِهِمْ حَتَّى نَزَلُوا الْكُوفَةَ فَعَزَّتْ بِالْكُوفَةِ وَ كَثُرَتْ ثُمَّ قَدِمَتْ عَلَيْهِمْ رَبِيعَةُ وَ لَهُمْ حَدِيثٌ وَ ابْتَدَأَ خُرُوجُ جَرِيرٍ إِلَى مُعَاوِيَةَ.
. [مكاتبة علي ع مع معاوية و إرسال جرير اليه]
نَصْرٌ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ نُمَيْرِ بْنِ وَعْلَةَ عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِ أَنَّ عَلِيّاً ع حِينَ قَدِمَ مِنَ الْبَصْرَةِ نَزَعَ جَرِيراً هَمْدَانَ فَجَاءَ حَتَّى نَزَلَ الْكُوفَةَ فَأَرَادَ عَلِيٌّ أَنْ يَبْعَثَ إِلَى مُعَاوِيَةَ رَسُولًا فَقَالَ لَهُ جَرِيرٌ ابْعَثْنِي إِلَى مُعَاوِيَةَ فَإِنَّهُ لَمْ يَزَلْ لِي مُسْتَنْصِحاً وَ وُدّاً[2] فَآتِيَهُ[3] فَأَدْعُوَهُ عَلَى أَنْ يُسَلِّمَ لَكَ هَذَا الْأَمْرَ وَ يُجَامِعَكَ عَلَى الْحَقِّ عَلَى أَنْ يَكُونَ أَمِيراً مِنْ أُمَرَائِكَ وَ عَامِلًا مِنْ عُمَّالِكَ مَا عَمِلَ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَ اتَّبَعَ مَا فِي كِتَابِ اللَّهِ وَ أَدْعُو أَهْلَ الشَّامِ إِلَى طَاعَتِكَ
[1] الرد: الزائف من الدراهم. و في الأصل:« ريدا»، و لا وجه له.
[2] الود، بكسر الواو: الصديق، كالحب بمعنى المحبوب. و الود، بضم الواو:
الصديق، على حذف المضاف. و جاء في المسان:« و في حديث ابن عمر: إن أبا هذا كان ودا لعمر. هو على حذف المضاف، تقديره كان ذا ود لعمر، أي صديقا».
[3] في الأصل:« نأتيه»، تحريف. و في ح( 1: 247):« آتيه».