حَتَّى أَنَاخُوا بِالْمُحَامِي الْخَطِّ
جُنْدٌ يَمَانٍ لَيْسَ هُمْ بِخَلْطٍ.
فَأَجَابَهُ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ
إِنِّي أَنَا الْأَشْعَثُ وَ ابْنُ قَيْسٍ
فَارِسُ هَيْجَاءِ قَبِيلِ دَوْسِ
لَسْتُ بِشَكَّاكٍ وَ لَا مَمْسُوسِ[1]
كِنْدَةُ رُمْحِي وَ عَلِيٌّ قَوْسِي.
وَ قَالَ حَوْشَبٌ ذُو ظَلِيمٍ[2]
يَا أَيُّهَا الْفَارِسُ ادْنُ لَا تُرَعْ
أَنَا أَبُو مُرَّ وَ هَذَا ذُو كَلَعَ[3]
مُسَوَّدٌ بِالشَّامِ مَا شَاءَ صَنَعَ
أَبْلِغْ عَنِّي أَشْتَرَاً أَخَا النَّخَعِ[4]
وَ الْأَشْعَثَ الْغَيْثَ إِذَا الْمَاءُ امْتُنِعَ[5]
قَدْ كَثُرَ الْغَدْرُ لَدَيْكُمْ لَوْ نَفَعَ.
فَأَجَابَهُ الْأَشْعَثُ
أَبْلِغْ عَنِّي حَوْشَباً وَ ذَا كَلَعَ
وَ شُرْحَبِيلَ ذَاكَ أَهْلَكَ الطَّمَعَ[6]
قَوْمٌ جُفَاةٌ لَا حَياً وَ لَا وَرَعْ
يَقُودُهُمْ ذَاكَ الشَّقِيُّ الْمُبْتَدِعْ
إِنِّي إِذَا الْقِرْنُ لِقِرْنٍ يَخْتَضِعُ
وَ أَبْرَقُوهَا فِي عَجَاجٍ قَدْ سَطَعَ[7]
أَحْمِي ذِمَارِي مِنْهُمُ وَ أَمْتَنِعُ.
وَ قَالَ الْأَشْتَرُ أَيْضاً فَجَالَ
يَا حَوْشَبُ الْجِلْفُ وَ يَا شَيْخَ كَلَعْ
أَيُّكُمَا أَرَادَ أَشْتَرَ النَّخَعْ
[1] الممسوس: الذي به مس من الجنون. و في هذا البيت سناد الحذو، و هو اختلاف حركة ما قبل الردف. و في الأصل: «مملوس» و لا وجه له.
[2] سبقت ترجمته في ص 66.
[3] ذو كلع، هو ذو الكلاع. انظر ص 60، 61.
[4] أبلغ: أى أبلغا، بنون التوكيد الخفيفة، حذفها و أبقى الحركة قبلها. انظر ما مضى ص 177.
[5] في الأصل: «منع».
[6] أي أهلكه الطمع. و قد غير ضبط شرحبيل للشعر.
[7] العجاج، كسحاب: الغبار. أبرقوها: أى أبرقوا السيوف. و في اللسان: «و أبرق بسيفه يبرق: إذا لمع به».