يَقْتُلُ كَبْشَ الْقَوْمِ بِالْهِرَاشِ
وَ ذِي حُرُوبٍ بَطَلٍ وَ نَاشِ
خَفَّ لَهُ أَخْطَفَ فِي الْبِطَاشِ[1]
مِنْ أُسْدِ خَفَّانٍ وَ لَيْثٍ شَاشِ[2].
فَضَرَبَهُ ضَرْبَةً فَفَلَقَ هَامَتَهُ بِالسَّيْفِ وَ حَمَلَ أَبُو الْأَعْوَرِ وَ هُوَ يَقُولُ
أَنَا أَبُو الْأَعْوَرِ وَ اسْمِي عَمْرٌو[3]
أَضْرِبُ قُدْماً لَا أُوَلِّي الدُّبُرْ
لَيْسَ بِمِثْلِي يَا فَتَى يُغْتَرُّ
وَ لَا فَتًى يُلَاقِينِي يُسَرُّ[4]
أَحْمِي ذِمَارِي وَ الْمُحَامِي حُرٌّ
جَرَى إِلَى الْغَايَاتِ فَاسْتَمَرَّ[5].
فَحَمَلَ عَلَيْهِ الْأَشْتَرُ وَ هُوَ يَقُولُ-
لَسْتُ وَ إِنْ يُكْرَهْ ذَا الْخِلَاطِ
لَيْسَ أَخُو الْحَرْبِ بِذِي اخْتِلَاطِ
لَكِنْ عُبُوسٌ غَيْرُ مُسْتَشَاطِ
هَذَا عَلِيٌّ جَاءَ فِي الْأَسْبَاطِ
وَ خَلَّفَ النَّعِيمَ بِالْإِفْرَاطِ
بِعَرْصَةٍ فِي وَسَطِ الْبَلَاطِ
مُنَحَّلُ الْجِسْمِ مِنَ الرِّبَاطِ[6]
يَحْكُمُ حُكْمَ الْحَقِّ لَا اعْتِبَاطِ.
وَ حَمَلَ شُرَحْبِيلُ بْنُ السِّمْطِ فَقَالَ-
أَنَا شُرَحْبِيلُ أَنَا ابْنُ السِّمْطِ
مُبَيِّنُ الْفِعْلِ بِهَذَا الشَّطِّ
بِالطَّعْنِ سَمْحاً بِقَنَاةِ الْخَطِّ
أَطْلُبُ ثَارَاتِ قَتِيلِ الْقِبْطِ[7]
جَمَعْتُ قَوْمِي بِاشْتِرَاطِ الشَّرْطِ
عَلَى ابْنِ هِنْدٍ وَ أَنَا الْمُوَطِّي
[1] خف له: أسرع. و البطاش: مصدر باطشه، و البطش: التناول بشدة عند الصولة.
و في الأصل: «كف له يخطف بالنهاس».
[2] خفان، ككتان: مأسدة قرب الكوفة. و شاش: مدينة بما وراء النهر.
[3] هذا يؤيد ما قيل من أن اسمه «عمرو بن سفيان السلمى».
[4] في الأصل: «و لا فتى بلا فتى يسر».
[5] الغايات: غايات السبق ينتهى إليها. و في الأصل: «جرى على الغايات».
[6] الرباط و المرابطة: ملازمة ثغر العدو.
[7] يعني عثمان، و عنى بالقبط أهل مصر.