عبد اللّه بن عمر [1] و صاهر المختار صحابيّين أنصاريّين هما: سمرة بن جندب على ابنته امّ كلثوم و النعمان بن بشير على ابنته عمرة [2] ، فكان صهر الوالي الأموي على الكوفة.
و كما مرّ في الخبر لم يحضر كثير من شيعة الكوفة في صلاة عيد الفطر مع الوالي الأموي الأنصاري، و بعد عيد الفطر و في الخامس من شهر شوّال وصل ابن عقيل الكوفة [3] و معه مرافقوه الثلاثة: عبد الرحمان الأرحبي الهمداني، و عمارة السلولي، و قيس الصيداوي الأسدي، و كأنّ ابن عقيل رأى من المعقول أن يختار للاستتار دار المختار و لا سيّما أنّها كانت في ناحية الكوفة و ليس في أوساطها، فدخل عليه.
و طبيعي أن يخبر الصيداوي الأسدي قومه بني أسد، و الأرحبي الهمداني قومه همدان، فاجتمع جمع منهم في دار المختار و فيهم حبيب بن مظاهر الأسدي و عابس بن أبي شبيب الشاكري الهمداني و سعيد بن عبد اللّه الحنفي التميمي، فقرأ عليهم مسلم كتاب الحسين عليه السّلام فأخذوا يبكون شوقا إليه.
و قام الشاكري الهمداني خطيبا فحمد اللّه و أثنى عليه ثمّ قال: أمّا بعد، فإنّي لا اخبرك عن الناس، و لا أعلم ما في أنفسهم!و ما اغرّك منهم!و اللّه لأحدّثنّك عمّا أنا موطّن نفسي عليه: و اللّه لأجيبنّكم إذا دعوتم، و لأقاتلنّ معكم عدوّكم!و لأضربنّ بسيفي دونكم حتّى ألقى اللّه!لا أريد بذلك إلاّ ما عند اللّه!