بشر بن سوط القابضي الهمداني و عثمان بن خالد بن اسير الدهماني الجهني، بعث المختار عليهما عبد اللّه بن كامل الشاكري الهمداني فأحاط بقوّاته بعد العصر بمسجد بني دهمان و طلب منهم تسليم عثمان بن خالد، فاستمهلوه و خرجوا مع الخيل في طلبه فوجدوه مع بشر في الجبّانة فاتي بهما إلى ابن كامل فخرج بهما إلى موضع بئر الجعد فضرب أعناقهما، و عاد إلى المختار فأخبره بخبرهما فأمر بإحراق أجسادهما بالنار فاحرقا ثمّ دفنا [1] .
و حامل رأس الحسين عليه السّلام:
و حمل رأس الحسين عليه السّلام من كربلاء إلى الكوفة: خوليّ بن يزيد الأصبحي الكندي، و كانت امرأته من الحضرميّين يقال لها: العيّوف بنت مالك، و حين جاءها برأس الحسين عليه السّلام ناصبت العداء لزوجها، و عاداه من قومه ابن أخي حجر بن عدي الكندي: معاذ بن هاني بن عدي، فبعث المختار معه مولاه أبا عمرة كيسان صاحب حرسه، فساروا حتّى أحاطوا بدار خوليّ، فلمّا علم بهم خوليّ تستّر على رأسه بقوصرّة للتمر و اختبأ في الخلاء في داره!فأمر معاذ الكندي أبا عمرة أن يطلبه في الدار، فخرجت إليهم امرأة خولي فسألوها عنه فقالت بلفظها: لا أدري، و أشارت بيدها إلى الخلاء في الدار، فوجدوه فيه متستّرا بالقوصرّة على رأسه فأخرجوه، و كان المختار يسير في الكوفة فأرسل أبو عمرة إليه رسولا استقبل المختار عند دار بلال فأخبره الخبر، فأقبل نحوهم و ردّهم حتّى قتله إلى جانب أهله، ثمّ دعا بنار فأحرقه حتّى صار رمادا ثمّ انصرف [2] .