فخرجوا من عنده و هم يقولون: قد قال: لوددت أنّ اللّه انتصر لنا من عدوّنا بمن شاء من خلقه!و لو كره لقال: لا تفعلوا. فقد أذن لنا. فلم يكن غير شهر و زيادة شيء حتّى أقبلوا على رواحلهم و توافقوا على أن يدخلوا على المختار رأسا فيبشّروه بأنّهم أمروا بنصرته [1] .
المختار يبشّر الأنصار:
دخل هؤلاء النفر على المختار، و كان قد عرفهم أنّهم رحلوا إلى الحجاز للتثبّت في أمره، فلمّا رآهم سألهم: ما وراءكم؟فقالوا: قد أمرنا بنصرتك! (كذا) فقال: اللّه أكبر!أنا أبو إسحاق!اجمعوا إليّ «الشيعة» . فجمع له من كان قريبا منه، فلمّا اجتمعوا قال لهم المختار:
يا معشر «الشيعة» إنّ نفرا منكم أحبّوا أن يعلموا مصداق ما جئت به، فرحلوا إلى «إمام الهدى» و النجيب المرتضى ابن خير من طشى و مشى [2] حاشا النبيّ المجتبى، فسألوه عمّا قدمت به عليكم، فنبّأهم أنّي: وزيره و ظهيره! و رسوله و خليله و أمركم باتّباعي و طاعتي (كذا) فيما دعوتكم إليه من قتال المحلّين، و الطلب بدماء «أهل بيت نبيّكم» المصطفين.
فلمّا سكت قام عبد الرحمان بن شريح الشبامي الهمداني فحمد اللّه و أثنى عليه ثمّ قال: أمّا بعد «يا معشر الشيعة» فإنّا قد كنّا أحببنا أن نستثبت
[2] جاء هذا الوصف لابن الحنفية و أبيه عليّ عليه السّلام عن لسان المختار فيما جاء في رجال الكشي: 126، الحديث 200، عن الباقر عليه السّلام ليونس بن يعقوب و أبي بصير، و فيه: أنّ المختار كتب إلى ابن الحنفية بذلك، و فسّر الخبر الطشي بالحياة. و لا يخفى أن ذلك يعني القول بأفضلية عليّ عليه السّلام بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.