بداية وثبة التوّابين عن تقصيرهم في شأن الحسين عليه السّلام
الكوفة بعد موت يزيد:
كان يزيد قد جمع لابن زياد العراقين الكوفة و البصرة، فكان يتردّد بينهما كلّ ستة أشهر و يستنيب في الأخرى، و في أوائل سنة (64 هـ) في منتصف شهر ربيع الأول حين هلاك يزيد كان ابن زياد بالبصرة و خليفته على الكوفة عمرو بن حريث المخزومي. فلمّا رضي البصريون بإمارته حتّى يجتمع أمر الناس، أرسل وافدين من قبله إلى الكوفة: عمرو بن مسمع و سعيد بن القرحا المازني التميمي، ليعلما أهل الكوفة بما صنع أهل البصرة و يسألانهم له مثلها حتّى يصطلح الناس على أحد.
فجمع عمرو بن حريث الناس ثمّ حمد اللّه و أثنى عليه ثمّ قال لهم: إنّ هذين الرجلين قد أتياكم من قبل أميركم يدعوانكم إلى أمر يجمع اللّه به كلمتكم و يصلح به ذات بينكم، فاسمعوا منهما و اقبلوا عنهما.
فقام عمرو بن مسمع فحمد اللّه و أثنى عليه (و نعى إليهم يزيد) و ذكر اجتماع رأي أهل البصرة على تأمير عبيد اللّه بن زياد حتّى يرى الناس رأيهم فيمن يولّون عليهم و قال: و قد جئناكم لنجمع أمرنا و أمركم فيكون أميرنا و أميركم واحدا، فإنّما الكوفة من البصرة و البصرة من الكوفة!و قام ابن القرحا فقال مثل صاحبه.
فقام يزيد بن الحارث بن رويم الشيباني-من قوّاد ابن زياد في قتل الحسين عليه السّلام-فقال: الحمد للّه الذي أراحنا من ابن سميّة، لا و لا كرامة!أو:
حصبهما و قال لهما: أنحن نبايع لابن مرجانة!لا و لا كرامة!ثمّ حصبهما الناس