الأرض من الضعف، فلما خرج من بيته الى المسجد وجد أبا بكر قد سبق الى المحراب، فحضره و أومأ بيده إليه أن تأخّر، فتأخّر أبو بكر، فقام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله مقامه و لم يبن على مضى من فعال أبي بكر بل ابتدأ الصلاة بتكبيرة الاحرام [1] . غ
حديث الدواة و الكتف:
و أفاد المفيد في «الارشاد» : أنّه صلّى اللّه عليه و آله لما سلّم من صلاته انصرف الى منزله...
ثم اغمي عليه من الأسف و التعب الذي لحقه، فارتفع النحيب من ابنته و النساء من أزواجه و المسلمات و من حضر من أهل بيته و المسلمين، فأفاق عليه و آله السلام و نظر إليهم ثم قال: ايتوني بدواة و كتف أكتب لكم كتابا لا تضلّوا بعده أبدا!
فقام بعض من حضر يلتمس دواة و كتفا، و اغمي على النبي صلّى اللّه عليه و آله، فقال عمر بن الخطاب لمن قام: ارجع فإنه يهجر [2] !فرجع، و قال بعضهم:
[1] الارشاد 1: 182، 183، و انظر كلامه في ذلك في الفصول المختارة: 124-128، و كلام السيّد المرتضى في الشافي 2: 158-161، و تلخيصه 3: 28-32، و المسترشد: 118- 146، ط. المحمودي، و روى الطبري بسنده عن عائشة أن أبا بكر صلى بصلاته صلّى اللّه عليه و آله 3: 197.
[2] الارشاد 1: 184، و نقله قبله الهلالي العامري في كتابه 2: 794، و النيشابوري في الايضاح: 259، و الطبري 3: 192، 193، بثلاثة طرق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس بلا ذكر عمر، و روى المجلسي الحديث و الخبر في بحار الأنوار 30: 70-73، بخمس طرق عن البخاري و طريقين عن الجمع بين الصحيحين و بثلاثة طرق عن صحيح مسلم منها عن مسند جابر بن عبد اللّه الأنصاري، و سائرها عن ابن عباس.
و نقل المعتزلي في شرح النهج عن كتاب تاريخ بغداد لأحمد بن أبي طاهر البغدادي الخراساني (204-280 هـ) عن ابن عباس قال: دخلت على عمر في خلافته فقال لي:
كيف خلفت ابن عمّك عظيمكم أهل البيت؟قلت: خلّفته يمتح بدلوه الماء من البئر