و في الآية التالية الواحدة بعد المائة: يََا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا لاََ تَسْئَلُوا عَنْ أَشْيََاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ... روى القمي في تفسيره للآية بسنده عن الباقر عليه السّلام: أن ابنا لصفيّة بنت عبد المطّلب مات، فأقبلت الى النبي صلّى اللّه عليه و آله (مذهولة و كان قد بدا قرط لها) فقال لها (عمر) : غطّي قرطك فإن قرابتك من رسول اللّه لا تنفعك شيئا! فقالت له: و هل رأيت لي قرطا يا ابن اللخناء [1] ؟ثم دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فأخبرته بذلك و بكت.
فخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فنادى الصلاة جامعة، فاجتمع الناس، فقال: ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع، لو قد قمت المقام المحمود لشفّعت في أحوجهم، لا يسألني اليوم أحد: من أبواه؟الا أخبرته!
فقام إليه رجل فقال: من أبي؟فقال: أبوك غير الذي تدعى له هو فلان.
فقام آخر فقال: من أبي؟فقال له: أبوك الذي تدعى له.
ثم قال رسول اللّه: ما بال الذي يزعم أن قرابتي لا تنفع لا يسألني عن أبيه؟! فقام إليه (عمر) فقال له: أعوذ باللّه من غضب اللّه و غضب رسوله، اعف عنّي عفا اللّه عنك، فأنزل اللّه تعالى: يََا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا لاََ تَسْئَلُوا عَنْ أَشْيََاءَ...[2] .
و نقل الطوسي في «التبيان» عن الحسن البصري و السدّي و قتادة و طاوس عن أبي هريرة و ابن عباس و أنس: أنّ رجلا كان يطعن في نسبه يدعى عبد اللّه سأل رسول اللّه: يا رسول اللّه من أبي؟فقال له: حذافة، و نزلت الآية [3] .
[1] اللخناء: المنتنة، أو التي لم تختن. مجمع البحرين 6: 380.