عارية مضمونة ثلاثون درعا و ثلاثون فرسا و ثلاثون جملا عارية مضمونة، لهم بذلك جوار اللّه و ذمة رسول اللّه محمد بن عبد اللّه، فمن أكل الربا بعد عامهم هذا فذمّتي منه بريئة» و أخذ القوم الكتاب و انصرفوا.
هذا هو نصّ المفيد في «الارشاد» [1] بلا إسناد و لا ذكر كاتب و لا إشهاد، و سبقه بذلك اليعقوبي قال: «... فذمّتي منه بريئة، و لا يؤخذ أحد بجناية غيره. شهد على ذلك عمرو بن العاص و المغيرة بن شعبة، و كتب عليّ بن أبي طالب» [2] .
[1] الارشاد 1: 167-169 و هو المصدر الوحيد لنصّ المعاهدة من أصحابنا.
[2] تاريخ اليعقوبي 2: 83، و قال محمد بن سعد في الطبقات 1: 266 و في ط 1 ق 2: 21 كتب المغيرة (ابن شعبة الثقفي) بلا اشهاد، و تبعه ابن القيم الجوزية في زاد المعاد 3: 41.
و في الخراج لأبي يوسف: 72 و في ط: 78: كتبه عبد اللّه بن أبي بكر. و في الأموال لأبي عبيد: 272 نقل الكتاب عن أبي المليح و قال: شهد بذلك عثمان بن عفان، و معيقب، و كتب. ثم نقله عن عروة بن الزبير: 275، و لم يذكر الكاتب و زاد في الاشهاد: أبا سفيان، و الأقرع بن حابس الحنظلي التميمي، و مالك بن عوف النصري، و غيلان بن عمرو.
بينما جاء في المصنّف لابن أبي شيبة 14: 550 و 551 و الأموال لأبي عبيد 243 و 273 و الأموال لابن زنجويه 1: 276 و 481 عن سالم بن أبي الجعد و في الخراج لأبي يوسف:
80: أن الكتاب كان في أديم أحمر، و كان علي عليه السّلام كتب الكتاب بين النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و بين أهل نجران، و أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10: 120 عن سالم، و عن عبد خير قالا: لما ولي علي عليه السّلام جاءه أهل نجران و أدخل بعضهم يده في كمّه و أخرج كتابا (الأديم الأحمر) فوضعه في يد علي عليه السّلام و قال: يا أمير المؤمنين، هذا خطك بيمينك و إملاء رسول اللّه عليك. قال عبد خير: و كنت قريبا من علي عليه السّلام فرأيته قد جرت الدموع على خدّه ثم رفع رأسه و قال لهم: يا أهل نجران، إنّ هذا لآخر كتاب كتبته بين يدي رسول اللّه. و انظر مكاتيب الرسول 3: 148-182 و 2: 489-507.