و فضل منه شيء فقال لي: يا أبا قتادة احتفظ بما في الاداوة و الركوة فان لهما شأنا!.
ثم لحقنا الجيش غدا عند زوال الشمس و قد كادت أن تنقطع أعناقهم و خيلهم من العطش!فدعا رسول اللّه بالركوة و أفرغ فيها ما في الاداوة ثم وضع أصابعه عليها فنبع الماء من بين أصابعه و فاض حتى ارتوى الناس و ارووا خيلهم و ركابهم! و ذلك قوله لي: احتفظ بما في الاداوة و الركوة [1] و هو يقول: أشهد أني رسول اللّه حقّا
و قبل أن يصل منزل الحجر عطش العسكر بعد المرّتين الاوليين عطشا شديدا حتى لا يوجد للشفة ماء قليل و لا كثير، فشكو ذلك الى رسول اللّه، فدعا اسيد بن حضير فجاء و هو متلثّم، فقال له رسول اللّه: عسى أن تجد لنا ماء. فخرج يضرب في كل وجه، فوجد امرأة معها قربة ماء فأخبرها بخبر رسول اللّه فقالت: فانطلق بهذا الماء الى رسول اللّه. فلما جاء به اسيد دعا فيه رسول اللّه بالبركة ثم قال:
هلمّوا أسقينّكم!فلم يبق معهم سقاء إلاّ ملئوه، ثم دعا بركابهم و خيولهم فسقوها حتى نهلت... ثم راحوا العصر مبردين متروّين من الماء [4] . غ
مؤامرة العقبة:
روى الراوندي عن الصادق عليه السّلام قال: كان القرآن ينزل بكلام المنافقين